شهدت منطقة مشئلة في يافع، يوم الخميس الموافق 11 سبتمبر 2025م، حدثًا تاريخيًا ومشهدًا تراثيًا فريدًا، تمثل في إجراء "نسب قبلي" بين قبيلتي العوذلي من مديرية الحد وقبيلة المسافري من مشئلة، في خطوة قوية لتعزيز أواصر المحبة والترابط الاجتماعي بين القبيلتين العريقتين.
وجاءت هذه المناسبة الإنسانية النبيلة تتويجًا لجهود حثيثة من مشايخ ووجهاء القبيلتين، حيث اختارت قبيلة المسافري أن تخلد هذا اليوم في سجل الذكريات بتسمية أحد أبنائها حديثي الولادة باسم "عوذلي"، كرمز قوي على الوحدة والمودة ونسيان الماضي، مما أضفى على الاحتفال بهجة معنوية كبيرة.
ووفدت إلى مشئلة وفود كبيرة من قبيلة العوذلي برئاسة مشايخها وأعيانها ووجهائها، بالإضافة إلى شخصيات اجتماعية وعسكرية وأمنية بارزة من مديرية الحد. وكان في استقبالهم شيوخ مشئلة وجمع غفير من أهالي المنطقة وكبار الشخصيات الاجتماعية والسياسية، في استقبال يعكس عمق الروابط الإنسانية.
تخلل الحفل، الذي أقيم على مداخل منطقة مشئلة، مراسيم تراثية مهيبة، حيث قدمت قبيلة العوذلي هدايا رمزية ثمينة تعبر عن حسن النية ورفعة المقام، شملت بندق آلي (بندقية) من نوع "شرمة أحدى عشري" كهدية شرف تقليدية، ومبلغ مليون ريال يمني ، بالإضافة إلى رأسَيْ بقر، وذلك ابتهاجًا بالتسمية الميمونة وترسيخًا لمعاني الكرم والوفاء.
وألقيت خلال المراسيم العديد من القصائد العصماء والكلمات المعبرة التي استحضرت أمجاد القبيلتين وتاريخهما المشترك، وشددت على أهمية التلاحم والتآخي كضرورة للحفاظ على النسيج الاجتماعي ودرء الفتن، مثمنة الدور الكبير للمشايخ والعقلاء في تحقيق هذه المصالحة الإيجابية.
واختتم الحفل، الذي سادته أجواء الألفة والتراحم، بتقديم مأدبة غداء ضخمة لجميع الحاضرين، في مشهد يجسد كرم الضيافة العربي الأصيل وتجسيدًا حقيقيًا لأواصر القربى التي جمعت الحضور على مائدة واحدة.
وتأتي هذه الخطوة الإنسانية النبيلة، بأكتساب يافع فصلًا جديدًا من فصول وحدتها الاجتماعية المتينة، لترسل رسالة قوية إلى عموم المحافظات بأن قوة المجتمع تكمن في تسامحه ووحدة نسيجه، وأن الماضي بخلافاته يبقى وراء الظهر عندما تتقدم إرادة السلام وروح الأخوة.
*من راجح العُمري