كتب :د. مساعد لحريري
أي ثورات تتحدثون عنها؟ عن 21 سبتمبر الحوثية التي كانت مجرد انقلاب مسلح على الدولة ومؤسساتها تحت شعار “الثورة”، بينما هي في حقيقتها مشروع كهنوتي طائفي أعاد اليمن قروناً إلى الوراء؟ أم عن 26 سبتمبر التي حولها من يسمون أنفسهم “شرعية” و”مقاومة جمهورية” إلى مناسبة للاستهلاك الإعلامي والتسويق السياسي، بعد أن فقدت بريقها على أرض الواقع؟
الحوثي يستعد هذه الأيام للاحتفال بذكرى ما يسميها “ثورة 21 سبتمبر”، وكأنها فتح مبين، بينما يعلم الجميع أنها لم تجلب إلا الحروب، الجوع، الفقر، وخراب العمران. انقلاب بوجه جديد، يفرض الوصاية بقوة السلاح وتحت غطاء “المظلومية” والشعارات الدينية.
وفي المقابل، أولئك الهاربون من صنعاء الذين يسمون أنفسهم “شرعية” و”مقاومة جمهورية”، يحضّرون للاحتفال بذكرى 26 سبتمبر. لكن أين سيحتفلون؟ هل على ركام طربال في أحد شوارع تعز؟ أم في نصف مديرية من مأرب ما زالت تقاوم بشق الأنفس؟ يظنون أن بإمكانهم إحياء ذكرى الثورة في عدن؟! لا وألف لا. عدن ليست ساحة للاحتفالات الوهمية، ولا أرضاً لمشاريع الآخرين. عدن حق أهلها، والجنوب له مشروعه المختلف جذرياً: استعادة الدولة الجنوبية الحرة المستقلة.
الحقيقة المُرّة التي يحاولون إخفاءها أن ما بين 21 سبتمبر و26 سبتمبر لم يعد سوى صراع بين انقلابين، وبين مشروعين فاشلين يتسابقان على سلطة لم تعد قائمة. بينما الجنوب يسير بثبات نحو مشروعه الواضح: استعادة وطن، لا استعادة سلطة.
فليحتفل الحوثي في صنعاء بما يسميه “ثورة”، وليحتفل الآخرون بطربال في تعز أو في ربع مارب، أما عدن والجنوب فلهم ثورة أخرى حقيقية… ثورة الكرامة والسيادة واستعادة الدولة