رئيس المركز الروسي للتحليل والتنبؤ السياسي يكتب عن الجنوب واليمن عامة ويكشف حقيقة الفشل المركب وصيغة الحل الواقعي
الأمناء نت / خاص :

هناك تحديات كبرى برزت بين الجنوب والشمال أثبتت السنوات الماضية استحالة تجاوزها بصيغ الشراكة القسرية

الحلول المفروضة فشلت ومنها اتفاق الرياض (2019) ونقل السلطة (2022) والحكومات المتعاقبة والقيادة الرئاسي

 هناك مشروعان سياسيان مختلفان لا يمكن دمجهما جنوبي يسعى لاستعادة الدولة وشمالي ممزق يسيطر عليه أمراء حرب

الاعتراف الكامل بحق الجنوبيين في إدارة أرضهم ومصيرهم

قال رئيس المركز الروسي الدولي للتحليل والتنبؤ السياسي دنيس كوركودينوف إن " اليمن منذ العام 2015 يرزح تحت أزمات متداخلة، فشلت معها كل المحاولات السياسية والعسكرية لإعادة بناء الدولة أو تحقيق السلام. وفي قلب هذا الفشل، برزت التحديات الكبرى بين الجنوب والشمال، والتي أثبتت السنوات الماضية استحالة تجاوزها بصيغ الشراكة القسرية " .

وأضاف أن الحلول المفروضة فشلت وفي مقدمتها فشل اتفاق الرياض (2019) ، والذي وُقّع بضغوط خارجية بين المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة "الشرعية"، لكنه لم يُطبق إلا جزئياً، وانتهى عملياً بتوسع النفوذ العسكري الجنوبي وانهيار الالتزام بالشراكة السياسية ، وكذا فشل نقل السلطة (2022) والذي تمثل في قرار نقل السلطة من الرئيس عبدربه منصور هادي إلى مجلس القيادة الرئاسي لم يحقق أي من أهدافه. فالمجلس ظل عاجزاً ومشلولاً بفعل التباين العميق في الرؤى بين أعضائه وغياب الشرعية الشعبية أو القانونية لبعضهم.

مؤكداً فشل الحكومات المتتالية منذ 2015 ، حيث لم تحقق تلك الحكومات المتعاقبة أي تحسين في الوضع الأمني أو الاقتصادي، وباتت تعيش في عزلة تامة عن الشعب، وتتحرك وفق حسابات فئوية أو مناطقية، لا وطنية.

وأشار إلى فشل مجلس القيادة الرئاسي ، حيث أن هذا المجلس  الذي شُكّل كـ"حل توافقي" أثبت عدم قدرته على الفعل، وتحول إلى مظلة صراع لا إدارة. تهميش الجنوبيين، واحتكار القرار من بعض الأطراف، وانعدام الإجماع، جعله غير قادر على الاستمرار.

وتطرق رئيس المركز الروسي الدولي للتحليل والتنبؤ السياسي دنيس كوركودينوف في تقريره السياسي والاستراتيجي حول الجنوب واليمن عامة عن الواقع السياسي الحالي :

-  الحوثيون يسيطرون على الشمال عسكرياً وسياسياً.

- الشرعية الشمالية مشتتة بين فنادق الخارج وعدن ومأرب دون مشروع حقيقي.

- الجنوب محرر ويشهد سيطرة شبه كاملة للمجلس الانتقالي الجنوبي سياسياً وعسكرياً.

- لا توجد أي صيغة ناجحة للتعايش السياسي بين الشمال والجنوب، حتى مرحلياً.

- الوضع الاقتصادي والأمني ينهار، والفقر والجوع ينتشران، بينما النخب السياسية في غياب تام.

وتحدث كوركودينوف في سياق التقرير ما المطلوب عمله استراتيجياً من التحالف العربي وقال : " على دول التحالف، وتحديداً السعودية والإمارات، أن تعترف بحقيقة فشل الصيغ السابقة، وأن الوقت حان للانتقال إلى حل واقعي يتمثل في :

1. الاعتراف الكامل بحق الجنوبيين في إدارة أرضهم ومصيرهم.

2. دعم حوار جنوبي شامل وصادق تقوده قوى الجنوب، وعلى رأسها المجلس الانتقالي الجنوبي، لتشكيل حكومة جنوبية مستقرة.

3. تشكيل حكومة "شمال" للحرب أو السلام، تتخذ من مأرب مقراً، تجمع فيها جميع القوى الشمالية المناهضة للحوثي.

4. القبول بأن هناك مشروعين سياسيين مختلفين لا يمكن دمجهما:

   - مشروع جنوبي يسعى لاستعادة الدولة.

   - مشروع شمالي غير واضح وممزق بين صراعات حزبية وأمراء حرب.

5. الإقلاع عن تكرار الفشل بتجريب صيغ شراكة مشوهة ومفروضة، فقد أثبتت التجربة من 2015 حتى 2025 أنها غير قابلة للنجاح " .

وأختتم رئيس المركز الروسي الدولي للتحليل والتنبؤ السياسي دنيس كوركودينوف تقريره بالقول : " إن الواقع قد أثبت أن الجنوب اليوم هو الكيان السياسي والعسكري الأكثر تنظيماً واستقراراً. بينما الشمال لا يزال في قبضة الحوثيين أو في حالة شتات. الاستمرار في خلط المشروعين سيؤدي إلى مزيد من الانهيار والتمزق، والحل يبدأ من الاعتراف بهذه الحقيقة والعمل على بناء واقع جديد قائم على الوضوح، لا الوهم " .

متعلقات
جريمة مروعة تهز صنعاء.. عامل يوجه طعنات وحشية لمالك متجر مجوهرات ويسرق أكثر من 3 كيلو ذهب
اللواء البحسني: تصحيح مسار مجلس القيادة الرئاسي مسؤولية تاريخية لا تحتمل المماطلة
بتوجيهات وسام معاوية وقيادة كمال الحالمي.. إزالة بناء عشوائي بممدارة الشيخ عثمان 
فريق التوجيه والرقابة الرئاسي يعقد لقاءً موسعاً بالقيادة المحلية لانتقالي الشحر واللجان المجتمعية بالمديرية
فريق التوجيه والرقابة الرئاسي يطّلع على نشاط مكتب الصناعة والتجارة بمحافظة المهرة