يحتل الملف الأمني خصوصية وحيزاً كبيراً في مدينة عدن المحررة منذ أشهر، والتي يحاول ضعاف النفوس وقليلو الإيمان، إعادة الروافض كما يقولون، وذلك بخلخلة الأمن فيها بأي طريقة كانت، لا ندري ما الرسالة التي يريد إيصالها من يعبثون بأمن عدن، عبر هذه الطرق الالتفافية البعيدة، والتي تهدف إلى تدمير البؤرة الحيوية لدول الخليج؛ لان عدن هي مركز الالتقاء والاتصال بموقعها الحيوي والاستراتيجي، ومع كل هذا في المقابل هناك في الجانب الأخر، تصميم وعزم على الوصول إلى ما بعد التحرير من إشراق ونور، ونمو وترسيخ للأمن، ولتسليط الضوء حول الملف الأمني الذي أصبح ضرورة مستعجلة قبل أي شيء آخر، فإلى تلك اللقاءات..
وكانت البداية من مركز القيادة والسيطرة "غرفة عمليات شرطة عدن"، حيث ألتقينا بمديرها "عنتر أحمد الحيدري"، الذي أبدا ترحيباً بنا مؤكداً على أن أمن عدن ليس بالأمر السهل، ولا يمكن اختزاله في منشور أو لقاء أو مقابلة، فهناك مواضيع شائكة ومعقدة، منذ زمن طويل أي أن الملف الأمني قد تم العبث به من أعلى هرم السلطة، وبأدوات كان يتزعمها المخلوع وأتباعه وجماعة الإخوان، ممثلة بعلي محسن والزنداني، ولا يخفى على أحد منا ما كان ينتجه مطبخ صنعاء من تآمر على الوطن والمواطن تاركا السواد الأعظم من الشعب يتوه في دهاليز الحياة المظلمة التي ارتضاها الحاكم ذاته بل هو من صنعها على مقاس يتناسب ومستوى التفكير الذي يخالجه هو.
السمع والطاعة
ويضيف بقوله: "التطور بحسب نظرته هو السمع والطاعة لمولاي فما عليك إلا أن تستخلص من الماضي العبر وكيف تم حشد تلك الطاقات التي تخدم الفرد ضد المجتمع وهاهي اليوم تبرز للعيان وتكشر عن أنيابها لخدمة سيدها ومولاها غير أبه بأي شي سوى تنفيذ أمر الطاعة لديها وما يدور في عدن ولحج وأبين من عبث في أمن الوطن والمواطن بأدوات عفاشية ما هي إلا نتاج الفشل الذي تلقاه من خلال الضربات الموجعة في الحرب التي فجرها عفاش وربيبه الحوثي" .
وأوضح مدير العمليات بأنهم يعملون على تنفيذ الخطط والبرامج المعدة، وكذا الأوامر الصادرة أليهم بحسب الخطة الأمنية، من القيادة المباشرة وذلك بقيادة المدير العام لشرطة عدن "شلال علي شائع" وإشراف المحافظ العميد "عيد روس الزبيدي"، وليس لعملنا وقت محدد ونعمل بكل الطرق المتاحة أمامنا وبجهود مضاعفة لتثبيت الأمن في عدن وبقية المحافظات المحررة، رغم شحة الإمكانات وعملنا ليس أحادي بل نعمل كفريق واحد شركاء نحن والمقاومة وكل الشرفاء في هذه المدينة الغالية على كل جنوبي ونتعاون مع كل المحافظات المحررة لاستتباب الأمن فيها.
صعوبات على الطريق
وعن الصعوبات التي تقف في طريق مهامهم قال : هناك صعوبات تقف أمامنا منها عدم وجود الكادر المؤهل والمتخصص من الضباط والأفراد الجنوبيين بسبب الإقصاء والتهميش الذي مارسته عصابة صنعاء طيلة الفترة الماضية ، أما عن الاحتياجات التي لابد من توفيرها للقيام بمهامنا على أكمل وجه فنحن بحاجة ماسة إلى الإمكانيات اللازمة للعمل الأمني من معدات وأجهزة متنوعة تواكب ما يملكه الغير وكذلك حاجتنا إلى تأهيل أفراد المقاومة بشكل تخصصي ليكونوا خير رافد للأمن في عدن وإعادة تأهيل مقرات الأمن لما لحق بها من دمار وتخريب خلال فترت الحرب .
ظواهر مخلة بالأمن
وعلى الصعيد نفسه، تحدثت الأخت "هدى الصراري" المدير التنفيذي لتحالف كلنا أمن عدن، قائلة: "إن تثبيت الأمن بعد التحرير يعد من المواضيع الهامة والملحة، والتي يجب العمل عليها ومن المعروف إن الاختلالات الأمنية وانتشار الظواهر المخلة بالأمن منها تداول السلاح بأنواعه وبيعه إلى جانب جرائم الاغتيالات اليومية التي تشهدها المحافظة وانتشار الدرجات النارية والسيارات غير المرقمة إلى جانب أعمال البسط والتنفيذ لمساحات الأراضي والمتنفسات في عدن كل هذا أدى إلى انتشار الفوضى ناهيك عن استمرار إغلاق مراكز وأقسام الشرطة وتعطيل القضاء ولا ننكر إن قيادة محافظة عدن قد بدأت بالعمل وفق حزمة إجراءات أمنية لكن هذا لا يكفي وحده فيجب معالجة هذه الأمور بتضافر الجهود في عدن بداية من المواطن البسيط والأسرة وصولا للمجتمع.
دور المنظمات المدنية
أما عن دور منظمات المجتمع المدني فقد أكدت بقولها بأن منظمات المجتمع المدني تلعب دورا مهما في رفع الوعي لدى المواطن البسيط من خلال عملية التوعية المستمرة التي تقوم بها ومن أجل ذلك أنشئ تحالف كلنا أمن عدن وهو من عدة مكونات ومبادرات شبابية ومؤسسات مجتمع مدني نشطة في عدن أخذت على عاتقها عملية رفع الوعي المجتمعي منطلقة من مسؤوليتها تجاه الحبيبة عدن ومحاربة كل الظواهر السلبية المخلة بالأمن التي تنغص راحة المواطن وتشوه وجه المدينة والتعايش والسلم الاجتماعي في المحافظة .
وعن لقاء تحالف كلنا أمن عدن بالمحافظ إضافة : فقد لاقى تحالف كلنا أمن عدن ترحيب كبير من قيادة محافظة عدن عيدروس الزبيدي والعميد شلال علي شائع مدير الأمن ووعد بمساعدة التحالف بالأنشطة التي ينوي القيام بها خدمة لأمن عدن . وكذلك يجب أن يعي القاصي والداني أن الأمن مسؤولية الجميع بلا استثناء وانه ينبغي علينا فضح كل الممارسات السيئة التي تعبث بمدينة عدن الجميلة ولا يجوز التهاون بمستوى المسؤولية والحس الوطني تجاه محافظتنا وانه يجب الضرب بيد من حديد لكل من تسول له نفسه تنغيص حياة المواطن البسيط بواسطة الاختلال الأمني حتى يكون عبرة لمن لا يعتبر.
جميعاً.. يد واحدة
إلى ذلك، تحدث إلينا القيادي الميداني في الحراك الجنوبي الأستاذ "أمين سعيد الحوشبي" الذي قال:" إذا كان الجنوبيون اليوم يعولون فقط على عيدروس الزبيدي وشلال شائع والخبجي والقيادات الجنوبية في المقاومة فإننا سنخسر الكثير؛ لأننا نحارب جهاز الأمن القومي اليمني الذي يحاول زعزعة الأمن وإقلاق السكينة العامة ".
متبعاً حديثه :" يجب على كل جنوبي حر ووطني الوقوف مع القيادة في عدن عيدروس الزبيدي وشلال ولا نتركهم يواجهون كل هذا لوحدهم، والا فسنخسر جميعاً.
ووجه الحوشبي نداءً إلى شباب وشيوخ ونساء الجنوب للمشاركة في أمن الدولة الجنوبية من خلال التزامهم أولا: بالنظام والقانون، وثانيا: الإبلاغ عن التحركات المشبوهة أو الذين يقوضون أمن الجنوب ويقفون حجر عثرة أمام أمننا واستقرارنا؛ لأن المخلوع وشركاءه لن يسمحوا لنا بالاستقرار ولا بعودة الأمن للمحافظات المحررة وسيعملون ليل نهار وبكل الطرق لإفشال أي محاولة لإقامة جهاز أمني قوي لأنهم يعلمون علم اليقين أن جنوباً قوياً أمنياً تعني نهايتهم جميعا وزوالهم إلى الأبد .