لا توجد دولة من دون ثقافة أو فن ونناشد الجهات المختصة إنشاء جمعية لرعاية الفنانين والمبدعين
لقاء / أحمد ماهر محمد عبدالله

الفنان العدني الشاب "عمر ياسين" في لقاء مع "الأمناء":

 التقت "الأمناء" بالشاب والفنان العدني الصاعد "عمر ياسين " وتطرقنا إلى عدة مواضيع و أمور تصب في المسائل التي تتعلق بالفن والشباب، والمصاعب التي يعانيها ويجدها في طريقه وهي كثيرة، خاصة بعد الحرب، وكيف يمارسون فنهم، في هكذا أوضاع لا تشجع الفن.. فإلى التفاصيل.

1/ حدثنا عن بدايتك في مجال الغناء ؟

بدأت موهبتي و استطعت معرفة أنّ عندي موهبة بفضل الله و فضل المسرح المدرسي من الابتدائية  الذي كان له الفضل في إخراج أكثر المواهب العدنية و استمريت في تقديم الأناشيد و الأغاني و هذا يعود بسبب حبي و شغفي الكبير للاستماع للأغاني القديمة المصرية و العدنية  .

وأول حفل لي كان في قاعة الغزل و النسيج في عمر العاشرة , و من بعد هذا توقفت فترة سبع أو ثمان سنوات , بسبب الدراسة لأنه بسبب حبي الكبير للفن لم أستطع التفريق بينهم و بين الدراسة , فاخترت الدراسة في تلك الفترة , و تفوقت في دراستي , و عدت إلى الفن في مرحلة الثانوية العامة .

و بدأت أتوغل في الفرق الفنية و أيضاً بدأت تقديم الأغاني الطربية القديمة في الحفلات الضخمة , لكن كنت أتمنى تقديم عمل خاص بي , لكن لم أستطع بسبب شحة الإمكانيات .

 

2/ هل قدمت أعمالاً خاصة فيك في المجال الفني؟

بالنسبة للأعمال الفنية الخاصة بي , كان أول عمل من أصل الفرقة , التي كنت مشتركاً فيها , و كان العمل يخدم الكلية العليا للقرآن الكريم , بعنوان " بعون الواحد المنان " و العمل الثاني كان أوبريت بنفس الموضوع .

و بعد انفصالي عن الفرقة بآخر فترة ما قبل الحرب , والحمد لله بعد عناء شديد و بعد تشجيع معنوي استطعت عمل أول فيديو كليب بعنوان " جميلة يا عدن " بمجهود ذاتي .

 

3/ هل اشتركت في برامج تلفزيونية تشجع الغناء من قبل؟

للأسف لم أشترك و لم أفكر بالاشتراك , و لم أحب الاشتراك إلا بعد ما أتمكن من الغناء بشكل كبير بقدر الإمكان الذي يجعلني أهلاً للاشتراك في مثل هذه البرامج .

لكن عن نفسي انتظرت سنوات , حتى أستطيع تقوية الموهبة التي أمتلكها و تطويرها بشكل كبير , حتى أستطيع تقديم فن راقي .

و أيضاً لا أريد جعل الغناء مجرد هواية ... بل أريد تقوية موهبتي وصقلها بالدراسة , وإن شاء الله سوف أدرس وأتخصص في الغناء بعد ما أنهي آخر سنة دراسية لي في هندسة الكمبيوترات, و بإذن الله سوف أدرس الغناء في " مصر " إذا أُتيحت الفرصة لي .

و في هذا الوقت سوف أتعرف و أتعرف على شخصيات فنية حتى أتعلم منهم قبل دراستي في مجال الغناء , من أجل بناء خبرة عملية قد تفيدنا في هذا المجال ، و متأكد أني سوف أستفيد منهم بشكل كبير.

 

4/ هل عرضت موهبتك على أحد القامات الفنية ؟

موهبتي و الحمد لله لم أعرضها على أحد لحد الآن , حتى ينتقدنا أو يعطينا توجيهات , و صفحتي الشخصية بالفيس بوك هي السبب في نقل موهبتي للجميع , و من خلال طرح و نشر الفيديوهات الغنائية فيها والأشياء الطربية.

طبعاً بداياتي و انطلاقاتي بهذا الموضوع و في مجال الغناء بالصدق في صفحتي بالفيس , عبر مقطع غنائي بسيط في فترة انقطاع القات في فترة الحرب , ظهر هذا المقطع في قناة الحدث .

الأمر الذي أدى إلى نشر المقطع إلى أكبر عدد ممكن للناس, و بدأت الناس تعرف أنه في شاب موهوب في مجال الغناء اسمه " عمر ياسين " وهذا كان في 2015 في فترة الحرب.    

و كان لديّ مقاطع تسجيلية قديمة لم أنشرها, لكن بعد ما بدأت أنعرف و الناس بدأت تسأل عن أعمالي بدأت أنشرهم، وكانت كل الفيديوهات التي أنشرها أغاني طرب قديمة, وهذا ما جعل الناس تعشق فني وصوتي الذي يتناسب مع المقامات الغنائية للأغنية.

 

5/ من حفزك على الغناء من الفنانين؟

الحمد لله وجدت تشجيعاً وتحفيزاً معنوياً كبيراً جداً, ساعدنا على الإبداع في هذا المجال, و من الناس الذين تواصلوا معي شخصياً وشجعونا, هو ربان الأغنية الجنوبية الفنان "عبود خواجة " ، ووزير الثقافة السابق الفنان "خالد الرويشان " والفنان " رمزي أحمد " وأيضاً إعلاميين كثير تواصوا معي مثل الأستاذ عادل اليافعي, والأستاذ جلال الصلاحي...

 

6/ ألديك أحلام تريد تحقيقها في مجال الفن؟

أكيد لدي أحلام أتمنى و أسعى إلى تحقيقها ، منها استكمال المشوار الدراسي في مجال الموسيقى في " بيت الموسيقى العربي " في جمهورية مصر العربية إن شاء الله إذا أتيحت لي الفرصة و وجدت الدعم الكافي للدراسة .

و عندي أمل إذا أتيحت لي الفرصة , أعطي العلم الذي وصلت له و الموهبة التي أمتلكها حقها  حتى أوصل للناس فناً راقياً حتى أعيدهم لزمن الفن الجميل .

و أسعى من خلال فني توصيل كل الرسائل التي تمس بلدي , من أجل تحسن الوضع الاجتماعي للوطن , حتى الرسالة السياسية , يستطع الفن توصيلها و الشاهد على كلامي مسابقة عرب آيدل .

و أيضاً أتمنى إعادة غناء الأغاني العدنية للناس بشكل جديد , حتى نحافظ على الفن و التراث العدني القديم .

 

6/ لماذا لا يوجد لديك ألبوم غنائي برغم ما لديك من أعمال سابقة ؟

بالنسبة لهذا الشأن فقلة الدعم , و قلة الاهتمام للفن داخل عدن بالذات و اليمن بشكل عام بالمواهب الفنية , و أيضاً حتى احتياجات تسجيل الأغاني ليست موجودة بكثرة , و أيضاً لا يوجد الدعم المالي الذي يجعلني أستطيع تسجيل الأغاني و هذا حال البلد للأسف الشديد .

نحن عايشين في بيئة لا تدعم الفن , حتى في الجانب الاجتماعي , التجار يقدموا الجانب الاجتماعي على الجانب الفني في الدعم .

الكلمات موجودة و أنتظر فقط الدعم حتى أبدا إنتاج أول ألبوم خاص بي .

 

7/ بما أنك شاب في بداية مشوارك الفني.. هل يوجد تشجيع للفن داخل عدن ؟

بالنسبة للجهات المسؤولة و أهل التخصص في الجانب الثقافي بشكل عام , لا يوجد أي دعم إطلاقاً .

لكن بالنسبة للناس العادية و البسطاء , يوجد تفاعل كبير جداً معي للفن الذي أقدمه , و هم بالنسبة لي رأس مالي , و أي نجاح أستطيع الحصول عليه يعود فضله بعد الله إلى جمهوري العزيز .

 

8/ هل تتوقع النجاح في مجال الفن مع وجود كل هذه العقبات ؟

إن شاء الله متأكد من النجاح و البروز في هذا المجال , و أتمنى تكون رسالتي راقية من خلال فني البسيط الذي أسعى إلى تحقيق الكثير من خلاله .

 

9/ ما هو الفن من وجهة نظرك ؟

الفن ... هو الشيء الذي يسمو بالإنسان , و هو الشيء الراقي الذي يخرجك من جو الحزن , و الأوضاع السيئة التي تمر بها البلد من بعد الحرب المدمرة .

و هو السلاح الذي تستطيع من خلاله توصيل أكبر و أقوى  رسالة للعالم كامل .                                                 

و الفن هو طريقي هداية للناس وإيصال معنى الإسلام الحقيقي و على سبيل المثال الأغاني الذي يقدمها الفنان " ماهر زين " كانت سبباً لهداية  آلاف الناس , و دخولهم الدين الإسلامي , و هذا هو الفن الإيجابي الذي يعكس كل أخلاق و صفات الدين الإسلامي للعالم , و يقدم رسالة للعالم كامل .

فالفن بشكل عام يحمل رسالة هادفة , و رسالته سامية , من أجل أن يسمو بالناس , غير هذا يعتبر فناً هابطاً .

و الفن يساعد على الرقي بالإنسان , و غرز الصفات الجميلة فيه .       

 

9/ هل لك من كلمة أخيرة؟

حابب أقول كلمة قلتها في عدة مقابلات قبل هذه ، و هي : أتمنى من الجهات المسؤولة الاهتمام بالجانب الفني كاهتمامهم بالجانب العسكري, وأن يقدموا ولو شيئاً بسيطاً مثل اهتمامهم مائة في المائة بالجانب العسكري , نحن نتمنى حتى لو عشرين بالمائة بالجانب الفني، و للعلم لا توجد دولة بدون ثقافة وفن, لازم الفن والثقافة تكون مسايرة و مساوية للجانب العسكري، وأناشد المسؤولين, إنشاء جمعية لرعاية الفنانين والمبدعين في مجال الغناء، بحيث أي شخص يمتلك موهبة في هذا المجال , و يكون محق لهذه الموهبة , و يكون محتاجاً لمبلغ مالي , أو كلمات , أو لحن , أو مبلغ مالي لتسجيل هذا العمل .. يتم توفيره له من خلال هذه الجمعية، و أيضاً دعم كافة أقسام الثقافة حتى في مجال التصوير , إذا كان هناك شخص مبدع و لا يمتلك كاميرا   نوفر له كاميرا و" تبقى عهده عنده "، وبشكل عام تكون جمعية ترعى الموهوبين , و مساعدتهم حتى لو بشيء بسيط , حتى لو بعشرين بالمائة , حتى يحس هذا الشخص الموهوب , داخل هذا البلد و داخل" عدن بالتحديد " أنه في رعاية للموهوبين، وأنا عن نفسي إذا جاءت لي أي فرصة للخروج خارج البلد ,  و الاستفادة من موهبتي , "سوف أغادر" بدون أي تردد، وبشكل عام الوضع داخل عدن لا يشجع للفن و لا يدعم المواهب الشابة , أو حتى يحافظ على القامات القديمة .

متعلقات
قصة قصيرة.. الأب المكافح والابن الشقي
قصة قصيرة..غزلان وغدر الزمان
قصة قصيرة .. الأميرة الضائعة وبائعة الصوف
الروائي اليمني "حبيب سروري" يفوز بجائزة "كتارا" للرواية العربية في دورتها الخامسة
صدور العدد الأول من صحيفة عدسة ردفان