محمد صالح العيسائي
الفرق بين إعلام الحوثيين وإعلام الحراك

الإعلام سلاح ذو حدين فإذا تم توظيفه بالشكل الصحيح فمن خلاله تستطيع التأثير على عقول وافكار الكثير من الناس باختلاف مستوياتهم الفكرية كما وانه افضل وسيلة للحشد والتعبئة والتحريض من خلال دقدقة المشاعر ولاستفادة من نقاط الضعف المختلفة الموجودة عند الناس واستمالتهم الى فكر أو قضيه او طرف معين وجعلهم من المؤيدين والمناصرين او المتعاطفين لهذا الطرف او القضية واستمالتهم يعتبر نصر لهذه القضية او الفكرة فهم القوة التي تستطيع قلب موازين القوى ... ولهذا يعتبر الإعلام من أخطر الاسلحة في مواجهة الخصم فالإعلام يدخل كل بيت و له تأثير كبير على المتلقي وهذا التأثير إما أن يكون سلبي أو ايجابي على حسب نوعية الخطاب والسياسة المتبعة, وعند مشاهدة قناة المسيرة التابعة للحوثيين تلاحظ الفرق الشاسع بين سياستهم الاعلامية وسياسة الحراك الجنوبي الذي نتمنى أن يرتقى الى مستوى السياسة الإعلامية للحوثيين في حشد المناصرين والمتعاطفين مع قضيتهم من يمنيين وغير يمنيين ويتعلموا من إعلام الحوثيين كيف يستميلون الناس الى جانبهم بأسلوبهم المميز الذي يخاطبون فيه جميع فئات الشعب باعتبارهم المدافعين على حقوقهم وان قضيتهم هي قضية شعب وأمة من خلال طرح شعارات نبيلة مثل الثورة على الفساد والدفاع عن الديمقراطية ومناصرة المظلومين والدفاع عن ابناء القوات المسلحة المظلومين وبناء دولة النظام والقانون و تطبيق مخرجات الحوار الوطني ومناصرة القبائل ضد المشايخ الفاسدين ومناصرة حقوق الشباب العاطلين ومناصرة القضية الجنوبية وحتى المطالبة بنزع سلاح المليشيات المسلحة وغيرها من المبادئ التي تستميل مشاعر الكثير من الناس إضافتا الى ذلك استغلال الفرص والظروف المناسبة ولاستفادة منها في الحصول على افضل النتائج المرجوة فخروجهم في هذا الوقت لإسقاط الجرعة اكسبهم كثير من التأييد والشعبية من الكثيرين المتضررين من هذه الجرعة وجعل الكثير من الناس يحتشدون الى جانبهم ويناصروهم ... وبهذا استطاعوا ان يكونوا قوة ضاربة يحاصرون بها صنعاء ويتوسعون يوم بعد يوم فقوتهم الحقيقية في هذه الحشود الضخمة التي تتزايد يوم بعد يوم مع بقائهم في الساحات للتصعيد والضغط حتى تحقيق أهدافهم التي خرجوا من أجلها والمرسومة بدقه من قادتهم السياسية والتي استطاعوا من خلالها استقطاب كثير من المؤيدين وإقناعهم بأنهم المدافعين عن حقوقهم فلم يعادوا او يستثنوا احد من فئات الشعب الا وادعوا انهم مدافعين عنهم وعن حقوقهم وحتى لو كانت هذه الشعارات هي سياسة لكسب التأيد والتعاطف  فقط وهم غير مؤمنين بما يطرحون من مبادئ وشعارات فان الحرب خدعة وهم استطاعوا الاستفادة من سلاح الإعلام للوصول الى تحقيق أهدافهم وهذا ما يجب ان يستفيد منه الحراك الجنوبي الذي لديه قضية عادلة يستطيع حشد الرأي العام الداخلي والخارجي لخدمتها ولكن فشل قادة الحراك في أن يوحدوا خطابهم لخدمة قضيتهم بل الأكثر من ذلك أنهم أصبحوا يستخدمون إعلامهم لتشويه بعضهم البعض مما جعلهم يفقدون مصداقيتهم أمام شعبهم وأمام الآخرين فأصبح إعلامهم سلاح ضد قضيتهم كما أنهم لم يستفيدوا من الظروف والفرص المتكررة التي تمر بها البلد لصالح قضيتهم وأيضا لم يستفيدوا من الحشود والمليونيات من ابناء الجنوب للضغط وتحقيق مكاسب كما يفعل الحوثيين  وكل ذلك بسبب عدم وحدة الصف ووحدة العمل واختلاف القيادة فإلى متى يبقى الشعب في الجنوب يدفع سبب أخطائكم يا من تسمون أنفسكم قادة وسياسيين الا تتعلمون من الغير او من تكرار أخطائكم !!!

مقالات أخرى

مستقبل الأمة العربية ... بين جنون نتنياهو وتهريج ترامب

د . خالد القاسمي

وإن تأخرت فقد أتت في وقتها ولا تراجع عنها أو التوقف عندها

صالح شائف

نضالنا المستحق .. ونضالهم المدفوع .

فضل مبارك

أيهما اولى بالدعم المركز ام المدرسة!

عادل حمران