ابو هشام
صراع المبادرات.. وصميل الخارج

صراعات من تسمي نفسها بالقيادات الجنوبية، وتنافرها أوجد ذريعة سانحة للقوى الإقليمية والدولية كي تقبض على زمام الأمور في البلد وتتصرف بتوجيه بوصلة القرار.

وفيما نلحظ على صعيد الفعل الثوري الجنوبي تباعد القوى والفصائل الجنوبية أكثر من تقاربها كلما سارت سفينة الفعل النضالي لشعب الجنوب.

وبالمقابل نجد أن القوى الإقليمية والدولية التي بيدها مفتاح الحل والعقد وقد عانت من الانتظار بأن تخلق القوى الجنوبية فيما بينها توافقا وتشكيلا موحدا تتقدم به نحو تلك القوى الاقليمية والدولية لتتعاطى مع قضية شعب الجنوب وتقدم لها برهانا ملموسا بأن قوى الجنوب متفقة على الهدف والسير فيه وتعطي تأكيدا بأن مصالحها في مأمن وأن استقرار وأمن المنطقة الحيوية يتولد من إيجاد حل عادل وجذري لقضية الجنوب اليمني الذي يسيطر على أهم الممرات المائية الدولية.

وقد خبرت تلك القوى في فترات سابقة كيف كانت حالة الأمن والاستقرار في المنطقة.

إن القوى الاقليمية والدولية متخوفة جدا من حال القوى السياسية في الساحة الجنوبية المتنافرة والمتناحرة.. وتلك القوى عندها الحق كل الحق في أن تحذر وتخاف على مصالحها.. حيث وإنه حتى هذه اللحظة بعد سبع سنوات منذ قيام الحراك الجنوبي لم تلمس ما يطمئنها ويزرع ثقتها بأن مصالحها في "الحفظ والصون" وأن أمن واستقرار المنطقة سيكون محط اهتمام "دولة الجنوب" إن قدر لها أن تولد..

وعليه فإن صراع "المبادرات والمبادرات المضادة" لا يقدم ولا يفيد شيئا أبدا.. ولا تعول عليه القوى الإقليمية والدولية حيث وهي لا ترى في تلك المبادرات سوى حبر مسكوب على بياض.. وتنظر تلك القوى لهذه المبادرات وأصحابها في ظل حالة التنافر والتشظي الجنوبي على أنها مجرد استهلاك للوقت ومضيعة للجهد الذي ينبغي أن يوفر ويستفاد منه بطرق أخرى.

لقد وقف الشارع الجنوبي فقط خلال هذا الشهر على أكثر من خمس مبادرات.. إذن هل يحتاج ويستوعب الشارع الجنوبي في وضعه الحالي كل هذا الكم من المبادرات؟!

وإذا ما نظرنا إلى محتوى ومضمون هذه المبادرات فنجد أنها تتوافق وتتشابه في الطرح من حيث لم شمل الصف الجنوبي والسعي بثبات نحو استعادة الدولة والحفاظ على سلمية النضال ولا تختلف سوى في جزئيات وتفاصيل صغيرة.

ونتساءل طالما والكل مجمع على قواسم أساسية مشتركة لماذا كل هذا التباري والتنافس في إنزال كل يوم مبادرة، لماذا لا يتم قراءة ودراسة هذه المبادرة أو تلك وتصويبها وإضافة أو حذف منها.. حتى يكتمل محتواها وتنضج فكرتها بوجود أكبر قدر من التوافق حولها.. أم أن "قياداتنا" مصابة بعقدة "الظهور" وبدلا من أن يقوم "فلان" من القيادات أو المكونات بمناقشة ودراسة مبادرة "علان" من الناس أو المكونات.

نجده يعيد صياغة تلك المبادرة في "ورقة أخرى" مع إخفاء ملاحظات هامشية عليها حتى يقال إنه صاحب المبادرة وليس الآخر.. ولذلك ضعنا والوقت يسرقنا والعالم من حولنا لا يتنظر فهو يحسب ألف حساب لكل دقيقة وليس كحالنا الوقت عندنا لا يهم.

وعليه فإن تحرك القوى الاقليمية والدولية لإيجاد حلول ومبادرات لقضية الجنوب قد كان دافعه الوضع الذي نحن فيه.. وبالتالي فإن تلك القوى سوف تفرض رأيها ومنطقها في الحل بكل قوة دون الاستئناس أو الأخذ بموقف ورأي القوى الجنوبية نتيجة عجزها عن الخروج بموقف ورؤية موحدة.. وقد لا يأتي حل تلك القوى بما يحب الجنوب ولكنه رغما عنه سيرضى بهذا الحل وبالصميل أيضا.

مقالات أخرى

مستقبل الأمة العربية ... بين جنون نتنياهو وتهريج ترامب

د . خالد القاسمي

وإن تأخرت فقد أتت في وقتها ولا تراجع عنها أو التوقف عندها

صالح شائف

نضالنا المستحق .. ونضالهم المدفوع .

فضل مبارك

أيهما اولى بالدعم المركز ام المدرسة!

عادل حمران