ابو هشام
بعيداً عن الإحباط

هل وقع الحراك الجنوبي في فخ المحذور الذي حذّرت منه كثير من القوى العقلانية في الساحة الجنوبية.. من خلال قيام بعض الأطراف بقيادة الجماهير إلى تصعيد مجهول وغير مدروس وغير منظم ويتنافى كليا مع برنامج اللجنة الاشرافية العليا للاعتصام والمتوافق عليها من كل الأطراف.

إنها عادة سيئة متوارثة أن نجد آباءً كثيرين للنجاح فيما لا نجد أباً واحداً للفشل والإخفاق.. إن محاولة بعض فصائل ومكونات الحراك الجنوبي تبرئة نفسها من حادثة أمس الأول وتحميل اللجنة الاشرافية مسؤولية ذلك عمل غير ثوري وسلوك غير حصيف.. ففي الوقت الذي كان ينبغي فيه أن تتظافر الجهود وتتآزر القوى من أجل فضح الفعل الإجرامي الشنيع الذي قوبلت به المسيرة السلمية من قبل قوات الأمن والجيش نجد بعض قوى الحراك تسعى لمحاولة الاصطياد في المياه العكرة في ظرف استثنائي تمر به القضية الجنوبية.. وتبرر تلك القوى تبرئة نفسها بأعذار واهية، مع أنها ممثلة في اللجنة الاشرافية التي تدير مخيم الاعتصام.

قد تكون هناك أخطاء وعوامل قصور في عمل اللجنة الاشرافية للاعتصام ومن حق الناس أن تنتقد عمل اللجنة لكن الحملة الإعلامية التحريضية الشعواء التي تقودها بعض قيادات وعناصر الحراك غير مجدية في الوقت الحاضر.. والأولى بأن تقوم تلك القوى بتفعيل دور أعضائها في اللجنة الاشرافية وحثهم على التفاعل مع العطاء الثوري للجماهير، بدل الركون في المقايل الفارهة وانتظار الآخرين أن يحملوا لهم أمانيهم على طبق من ذهب.

الأكيد أن هناك اختراقا واضحا في مخيم الاعتصام وربما وصل هذا الاختراق إلى اللجنة الاشرافية لكن ذلك لا يعني مهما حصل من هفوات أن تقود إلى إحباط عزيمة الثوار.

إن الظرف الذي تمر به القضية الجنوبية ظرفا استثنائيا ومعقد وبالتالي فإنه يتوجب على القيادات الجنوبية ترحيل خلافاتها والتوافق بأقل قدر ممكن من أجل تفويت الفرصة على أعداء القضية والمتاجرين باسمها.. كما أن على اللجنة الاشرافية أن تصفي صفوفها من الشوائب وتعيد النظر في بعض أعضائها غير الفاعلين حتى لا يظلوا محسوبين عليها وهم يعملون بالضد.. وعلى الجماهير أن تقف صفا واحدا للتصدي لأي محاولات حرف مسار الحراك عن نهجه وخياراته وأي محاولات للمتاجرة بالقضية الجنوبية.. أو جر الجماهير إلى مستنقع الوهم.

لقد برهنت قيادات الفصائل الجنوبية الغائبة/ الحاضرة الغائبة من قيادة فعل الجماهير الثوري وتوجيهه توجيها صائبا.. والحاضرة في الخطب والتصريحات بقوة برهنت تلك القيادات أنها تتبارى وتدعي "الأبوة" إذا ما تحقق أي نجاح حتى وإن لم تكن مشاركة فيه فيما تلوذ بالفرار إذا ما أصيب أي فعل ثوري بانتكاسة.

مقالات أخرى

مستقبل الأمة العربية ... بين جنون نتنياهو وتهريج ترامب

د . خالد القاسمي

وإن تأخرت فقد أتت في وقتها ولا تراجع عنها أو التوقف عندها

صالح شائف

نضالنا المستحق .. ونضالهم المدفوع .

فضل مبارك

أيهما اولى بالدعم المركز ام المدرسة!

عادل حمران