عمر سيف راجح
القيادة السياسية الموحدة هي الضمانة الأكيدة لإنجاز الاستقلال

لا أجانب الحقيقة مطلقا إذا ما قلت بأن حراكنا الجنوبي السلمي مازال حتى اليوم يفتقر إلى الإدارة السياسية الموحدة منذ انطلاقته الأولى من قلب العاصمة (عدن) في ساحة الحرية في 7/7/2007م، فمنذ ذلك الحين وعلى مدى الثمان السنوات المنصرمة من عمر نضالات شعبنا الجنوبي لم ترتق مكونات الحراك إلى مستوى العمل السياسي المؤسسي الجريء لتأسيس واشهار القيادة السياسية الموحدة من كل الأطياف الحراكية كحامل رئيس للقضية الجنوبية السياسية العادلة وتوصيفها بالممثل الشرعي الوحيد لنضالات شعب الجنوب الباسل.. بل ظهرت العديد من المكونات ذات الأحجام والأوزان المختلفة، والجميل فيها أنها ترفع العلم الواحد، ونفس الأهداف والشعارات السياسية الموحدة (التحرير والاستقلال واستعادة الدولة).. غير أنها ومع الأسف الشديد لم تتوحد ولم ترتق بأساليبها النضالية إلى وحدة الصف الجنوبي المتوج بالقيادة السياسية التوافقية الموحدة في إطار حراكي موحد كفيل بتأمين المسيرة النضالية للشعب..ولعل هذا الفراغ السياسي أشبه ما يكون بالفراغ الدستوري المنذر بالمخاطر والعواصف المهددة بنسف الوحدة الوطنية الجنوبية وتدمير النسيج الاجتماعي في الظروف الدقيقة التي تمر بها المرحلة الاستثنائية الراهنة.

إن التلكؤ والتسويف أسلوبان يقودان حتما وبما لا يدع مجالا للشك إلى العبث الحقيقي بنضالات وبتضحيات الشعب ويؤديان إلى إهدار الدماء الزكية للشهداء والجرحى الأبطال وسيلقيان بظلالهما وبظلامهما على معاناة الأسرى والمعتقلين والمختطفين بل وسيخذلان نضالات الثوار المرابطين في ساحة الحرية (عدن) والمكلا (حضرموت).. وسيشكلان عوامل لزعزعة الثقة وإذكاء روح الاحباط النفسي لدى المناضلين باعتبار أن المتلكئين هم المستفيدون من حالات الشتات والفرقة والانقسامات وأنهم بحقيقتهم لا يخدمون القضية الجنوبية بأي حال من الأحوال بل أنهم يخدمون سياسات إطالة أمد الاحتلال (---) ويمنحون استخباراته العسكرية وطابوره الخامس مزيدا من الفرص والوقت بغية النيل من المنجزات والمكاسب المحققة بفعل نضالات وتضحيات الشعب طوال الأعوام الثمانية المنصرمة.

إن ساحتي الحرية (عدن) والمكلا (حضرموت) والتي تعج بثوار الجنوب من كل المحافظات الجنوبية الست تشكلان قلعتان نضالية جبارة صممهما وهندسهما شعبنا الجنوبي ورموزه الخيرة عقب مليونيته الشهيرة التي أقامها في ساحة الحرية بمناسبة احتفاءه بالذكرى الـ 51 لثورته 14 أكتوبر المجيدة.. صممهما كقلاع ثورية لتصعيد النضال الجنوبي السلمي المناهض للاحتلال البغيض والقوى التآمرية.. بهدف الارتقاء إلى ذروة الفعل الثوري المنظم وتحقيق العمل السياسي المؤسسي لحسم الانتصار والكفيل بانتزاع الحرية، ونيل الاستقلال، واستعادة الدولة الجنوبية المغدور بها.. ومن على تلك الساحات التي يفترش الثوار ثراها ويلتحفون سماءها قطع الثوار الأبطال المرابطون فيهما قطعوا على أنفسهم عهدا أنهم لم ولن يبرحوا الساحات إلا بالنصر العظيم.. كما أنهم قد نذروا أنفسهم وأرواحهم فداء للوطن وقربانا للحرية والاستقلال واستعادة الدولة ومن تلك القلاع تتصاعد صرخات الثوار المدوية المؤكدة على وحدة الصف الجنوبي وتوحيد القيادة السياسية التوافقية مع كل الأطياف القادرة على صياغة المشروع السياسي الوطني وعلى قيادة نضال الشعب الجنوبي وتحريك المجتمع الإقليمي والدولي للنظر في عدالة قضيتنا الجنوبية والاعتراف بدولتنا الجنوبية.. وبالتالي تتمكن القيادة الموحدة من التقاط اللحظة السياسية التاريخية الفارقة التي تلوح في الأفق والمهيأة اليوم أكثر من أي وقت مضى.

مقالات أخرى

مستقبل الأمة العربية ... بين جنون نتنياهو وتهريج ترامب

د . خالد القاسمي

وإن تأخرت فقد أتت في وقتها ولا تراجع عنها أو التوقف عندها

صالح شائف

نضالنا المستحق .. ونضالهم المدفوع .

فضل مبارك

أيهما اولى بالدعم المركز ام المدرسة!

عادل حمران