بوادر اليأس تكاد تحبط المعنويات ، وإن تحفظنا ولجأنا إلى ضخ دفعات ودفعات من الأمل كواجب لرفع المعنويات كوننا أصحاب حق خشية تلاشيه بالتفريط فيه؛ ولأننا ذوات نظرة صائبة وسلوك ذكي حضاري انتهجناه كسبيل موائم نحقق عبره ما سعينا إليه من غايات؛ فالتزامنا بسلمية نضالنا لثمان عجاف لن يثمر سوى سمة الوداعة التي يرغبها فينا من نكافح بقائه فتعزز له الوجود؛ ولنبذ فكرة استخدام وسائل نارية أخرى لأسباب عدة تتلبس بأنماط منمقة ، لتلقى الاستيعاب وتحظى بالإشادة في عاطفيات الجماهير الذين عانوا من ويلات الحروب وذاقوا وبالاتها خلال عقود قصيرة مضت؛ السبيلان الغير مجديان والمنبوذان لا يزالان قائمان والتضحيات التي صاحبت الأول ، بالرغم من سلوكه لتجنب إراقة الدماء وإزهاق الأرواح كبيرة جدا" .
صريحون إن قلنا تفوق بكثير تلك التضحيات التي كنا سندفعها إن انتهجنا الكفاح الناري منذ الوهلة الأولى لبزوق فجرنا النضالي الذي تجاوز عمره بالوقت الكثير؛
هنا في حالة انعدام الجدوی المأمولة في الحالتين ؛؛ماهي السبل الكفيلة باستخدامها لاسترداد الحق ؟؟
تعقد كثير من الآمال علی القطاعات العمالية في المرافق التابعة للدولة -ان كان هناك من يطلق عليها هذه التسمية- ان يشحذوا الهمة في العمل الخدمي الذي يصب في المصلحة الجنوبية من إعادة الالتزام بالنظام الذي دأب عليه العامة في الجنوب إبان دولتهم السابقة ذات الريادة واقصد خصوصا" في المؤسسات التعليمية في صقل وشحن افكار النشیء والدارسين بحب العمل الوطني والحفاظ علی التمسك بالحق وعدم التفريط في قضية شعبنا الجنوبي؛ كذلك العمال الجنوبيين في شتی القطاعات ان تصب الطاقات في المجالات التي تخدم أبناء شعبنا الجنوبي القابع تحت الاحتلال وتعزز من دور العصيان في الاوقات الحاسمة التي تضر بمصالح المحتل؛ قد يقول قائل هنا بأن عمليات كهذه هي اسلوب من اساليب النضال السلمي الذي فردت له سطور في بداية مقالي ؛ نعم تصنف كذلك ولكنني قصدت آنفا" بسلمية النمط المألوف المقتصر علی إحياء فعاليات اسبوعية (يوم اسير - يوم طالب ووو) وفعاليات مناسباتية ( مليونيات قد تجاوزت فوق العشر).
هنا الاسلوب الذي يتسم بالعمالي البحت وخصوصا" في الجانب المدني وحبذا ان يتبعه تصعيد كذلك في المؤسسات العسكرية التي يتقلد في بعضها زمام الامور شخصيات من أبناء شعبنا الجنوبي.
فعندما تحتدم وتيرة الامور التصعيدية العمالية وتصب في المصلحة الجنوبية وتكبد اقتصاد المحتل خسائر مادية ؛هنا يستشعر المحتل بمجازفة بقائه ويتيقن بان مرور الوقت تحت طائلة اوضاع كهذه هو خسرانا مبينا؛ فلا محالة سيراجع حساباته تحسبا" لانهيار غير علني سيلحق بمؤسساته قد تفضي للعجز وستجبره علی الامتثال وحتما" طوعية سيخط بيديه خطة الرحيل...
مقالات أخرى