بسام القاضي
خالد الجنيدي ... شهيد " التحالف الميداني"

الوووووو حبيبي خالد الجنيدي اشتيك تترجم لي بلاغا مهما جداً فيجيبني حاضر أرسله سأحاول - رغم انشغالاته الكثيرة - يا للصدمة رحل صديقي الخالد شهيداً دون وداع، لن أصدق خبر الفاجعة التي هزت وجداني وبعثرت كياني فهزتني شوقا للاتصال من ثاني الووووو حبيبي خالد لكنه لم يعد يرد علي بعد اليوم .. خبر مؤلم جداً فمنذ أن سمعت عن مقتلك يا خالد وحتى اللحظة التي أخُط بها كلماتي لم أستطع أن أتقبل أمر استشهادك بعد.. ولتغشاك رحمة الله يا جنيدي.

أحاول وأكرر المحاولة بأن أبدأ الكتابة عن هول الألم الذي يعتريني في رحيل الخالد صديقي ورفيق دربي خالد الذكر تتطاير الأحرف وتتناثر الكلمات حسرة وحزنا، فلم أعد أستطيع أن أرتب أفكاري لأكتب ما يحز بداخلي أن أبوح به للجميع فقد تجمد إحساسي برحيلك أيها الفارس المغوار فلا أعلم ما الذي يمكنني أن أكتبه عن ثائر ومناضل من نوع آخر.

كان الشهيد خالد الجنيدي واحدا من أولئك الرجال الصادقين الثابتين المخلصين الذين ينطبق عليهم قول المولى تعالى { من المؤمنين رجالاً صدقوا ما عاهدوا اللّه عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً} حقا فقد كنت شهيدنا الخالد (خالد) أنت لنا مبعث الأمل والتفاؤل فنعم القائد أنت والثائر الجنوبي الذي لا يشق له غبار.

عرفتك شابا مكافحا شجاعا لا يقبل الظلم والارتهان.. عرفتك مثقفا ومفكرا وقائدا همام.. عرفتك مقداما ومقاوما مغوارا.. عرفتك ثائرا وسياسيا من نوع ثان .. عرفتك إداريا وإعلاميا متمكنا يقاوم ولا يساوم .. عرفتك صديقا وعزيزا شامخا يجود بكل ماله ووقته وروحه في سبيل تحرير الجنوب الوطن.

أشهد الله فيك يا خالد بأنك كنت من أولئك القليلين الذين وجدت فيهم صفات الشاب القيادي المتمكن.. الشاب الواعي واسع المدارك والاطلاع.. الشاب القيادي الذي يحمل مشروع الفكر النير .. وجدتك الشاب القيادي الذي يخطط ويرسم التكتيكات ويضع للأهداف استراتيجيات فيحصد النجاحات .. فخسارتك اليوم قد أصابت الجنوب في مقتل.

تعرض شهيدنا الخالد للكثير من الملاحقات واعتقل لمرات كثيرة ولفترات متفاوتة تعرض فيها لأبشع عناوين القهر والتعذيب الجسدي والنفسي، لكنه كان ذو عزم شديد وإرادة صلبة وعزيمة لا تلين ولا تحيد ، كان دائماً هو الوحيد من يثبت صموده وتواجده في المراحل الصعبة والأوقات الحرجة كان بالفعل هو رجل الميدان والتصعيد الثوري بل كان هو رجل المرحلة الراهنة وكنا نحن من نعول عليه كثيراً.

قبل أن أتمكن من كتابة هذه الكلمات التي سعيت لتجميعها مرات ومرات كنت قد تلقيت رسالة إيميل فحواها بيان من منظمة العفو الدولية التي تعودت إعادة إرسالها فور وصولها إلى إيميل الشهيد خالد الجنيدي ليقوم بترجمتها كون المنظمة تقضي أياما حتى تنشر البيان مترجما .. وبسبب ما أعيشه من ضياع في التفكير جراء هول الصدمة باستشهاد صديقي الخالد ورفيق دربي في النضال والكفاح من أجل الاستقلال ، فقد عاودت الإرسال كما كل مرة متبعها بعبارتي المتكررة كما أفعل " آمل الترجمة باهتمام .. والإرسال في أسرع حال " .

على غفلة أخذت جوالي وبدأت البحث سريعا في قائمة الأسماء متوقفا عند "خالد الجنيدي" فاضغط زر الاتصال يرن الهاتف مرات ومرات بانتظار الشهيد الخالد يرد على اتصالي الووووو حبيبي خالد معي بلاغ فلم يعد الخالد بعد اليوم يترجم لي بلاغاتي من يصدق ذلك فنفسي ترفض إقرار حقيقة ذلك.

إن رحيل قامة إعلامية فكرية وسياسية باسقة بحجم القائد الميداني العقل المتحرر المهندس خالد الجنيدي لهو خسارة كبيرة وجامحة على العاصمة عدن والجنوب ككل فحجم الفراغ الذي سيتركه الشهيد الخالد كبير وشاسع جداً وستثبت الأيام عما قلنا وسنقول.

إن الطريقة البشعة التي أقدمت عليها قوات الاحتلال في تصفية القائد الهمام خالد الجنيدي بالإعدام المباشر مع سبق الإصرار والترصد بعد أن أفلحت محاولاتها الكثيرة بإيقاف هذا المارد الميداني الذي أرهقها وقض مضاجعها مراراً وتكراراً بعقله وصموده وحنكته السياسية فليس لا فهو مهندس مشروع التحالف الميداني الذي اغتيل باغتيال وتصفية الشهيد الخالد المغوار .

يا صديقي وشهيدنا الخالد دعني أقولها لك بأنه مهما كتبت عنك فلن أستطيع أن أوفيك حقك فالمجلدات لا تكفي لذلك وما تطرقت إليه ليس سوى شذرات من مشوار كفاحك الزاخر بالتضحيات من أجل الجنوب الوطن، فلتدعني أحدثك بالكثير حين ألتقيك مجدداً في دار البقاء لا دار الفناء وثق يا حبيبي وقدوتي في النضال من أجل الاستقلال أننا على دربك سائرون بكل شجاعة واستبسال .. فلن نستسلم .. ننتصر أو نموت .. فنم قرير العين ولترقد روحك بسلام و اطمئنان.

مقالات أخرى

مستقبل الأمة العربية ... بين جنون نتنياهو وتهريج ترامب

د . خالد القاسمي

وإن تأخرت فقد أتت في وقتها ولا تراجع عنها أو التوقف عندها

صالح شائف

نضالنا المستحق .. ونضالهم المدفوع .

فضل مبارك

أيهما اولى بالدعم المركز ام المدرسة!

عادل حمران