عندما عرجنا على الحديث في تناولات بعض الأيام عن "المؤتمر الجنوبي الجامع" وأوردنا ما يدور حوله من همس خفي أو صوت جاهر.. انبرت عدد من كروت الدفع المسبق في حملة شعواء على طريقة جامع ومن قرح يقرح.
يا جماعة الخير.. المؤتمر الجنوبي الجامع هو كيان سياسي له أنصار ومعارضون مثلما يحق للكل نقد سياساته وأديباته عندما يرون فيها اعوجاجا أو أنها تحاول ابهات أو إلغاء دور الاخرين أو احتوائهم بالقوة.
ولذلك لا نتمنى الفشل للمؤتمر الجنوبي الجامع مع أن كثيرا ممن يدعون الوصاية على الجامع هم من يسعون إلى حفر القبر له ، قبل أن يولد من خلال كثير من تصرفاتهم وسلوكياتهم .. دون أن يدركوا أن من الحب ما قتل.. قد يكونون مدركين بما يقومون به ولديهم خططا وافقا بعيدة المدى.. وقد يكونون يتصرفون بعشوائية اللحظة.. وفي كل الحالتين يكمن الخطر ، حيث إنهم في الاولى لم يقدموا ايضاحا للناس وينزلوا للشارع لشرح آفاق وأهداف هذا المشروع.. بدل من التنظيرات والمنافسة على التصريحات.. مع العلم أنه ما يصدر عن بعض القوى بحب "الجامع" من تصريحات وأحاديث يفوق عشرات المرات عما يصدر عن اللجنة التحضيرية ورئيسها والناطق الرسمي للجامع.. ولذلك خلق الشك والريبة في الشارع.
ولعل ما جرى ولمسه الشارع من انفراط لما كان يعتقده البعض بأنه عقد الجامع من خلال بيانات التوضيح وعدم الموافقة على المشاركة في المؤتمر الجامع من قبل عدد من المكونات والفصائل يقدم دليلا واضحا على ما ذهبنا إليه في أوقات سابقة من أن الجامع لم يأت ليكون مظلة جامعة تحتوي كل القوى والمكونات الجنوبية.. ويؤسس لفعل نضالي ثوري موحد يسير بالسفينة صوب بر الامان، بقدر ما يتضح ويتجلى من خلال ما نراه ونلمسه من شواهد على الأرض بأن بعض القوى المسيطرة على دفة مشهد الجامع تريد له أن يكون مجرد وعاء تستغل ما فيه لتحقيق أهداف وغايات ربما تخدمها أكثر مما تخدم الجنوب وقضيته.. وتستخدمها كضوء إعلامي لمن يقف خلف تلك القوى ويدعمها بوهم أنها المسيطرة على الشارع الجنوبي.. ومن يلحظ المتشيعين للجامع يلحظ كم التهويل والمغالطة التي يبديها هؤلاء بأن كل ــ وبعضهم يتواضع ــ ويقول معظم الشارع الجنوبي يلتف حول "الجامع" ويؤيده.. وهذا فيه بهتان وزور كبيران.
طالما وقد تبين أن "الجامع" قد أدرك أنه يسير في الطريق غير السوي وغير الصحيح ــ ولا تقول الطريق الخطأ ــ من خلال بعض خطواته وإجراءاته وأنه بدأ يفكر بطريقة قد تكون صح من خلال قناعة قيادته والمسيرين له بأنه من المحال أن يعقد كما أعلن له في النصف الاخير من ديسمبر .. وتم تأجيل موعد الانعقاد إلى أجل غير مسمى من أجل مزيد من التشاور مع القوى والفصائل الجنوبية.
وعليه نقول إن تلك خطوة جيدة ينبغي خلالها أن يتم الجلوس مع كل القوى والشخصيات والفصائل على مسافة واحدة قاسمها الوطن وكيفية استعادة دولته.. ويتم فيها استيعاب مجمل أطروحات تلك القوى خصوصا الفاعلة في الشارع الجنوبي ودون شروط واشتراطات مسبقة أو إلغاء للأخر.. عندها وعندها فقط يمكننا الاستبشار بنجاح الجامع.. مالم فإن دون ذلك يعني إقامة سرادق عزاء ولا عزاء للجنوب!!!.
مقالات أخرى