فضل مبارك3
الجامع.. نهاية فصل

يتضح من خلال البيان الصادر عن هيئة رئاسة المؤتمر الجنوبي الجامع بشأن تأجيل عقد المؤتمر الذي كان قد حدد موعده في النصف الثاني من ديسمبر – إلى أجل غير مسمى، بأن الستار قد أسدل على آخر فصل من فصول لعبة سياسية سعى البعض لتمثيلها والترويج لها ردحا من الزمن وفقا وأجندات قوى اقليمية داعمة.. حيث اكتشفت تلك القوى الداعمة أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال عقد ونجاح المؤتمر الجامع في ظل عدم مشاركة قوى وفصائل جنوبية حراكية منها: المجلس الاعلى للحراك السلمي لتحرير واستقلال الجنوب، أو المعروف لدى الشارع باسم "جناح باعوم" وكذا مجلس الاعلى لقيادة الثورة لتحرير واستقلال الجنوب والمعروف باسم "جناح البيض" وغيرهما من القوى.

ولذلك ضغطت القوى الداعمة إلى الغاء الانعقاد.. بعد أن رأت أن تلك القوى المشاركة والمتفاعلة مع المؤتمر الجامع لا تمثل حضورا  ذا تأثير وفاعلية في الشارع الجنوبي وأن ما كان يقدم من تقارير ومعلومات للقوى الداعمة غير صحيحة وفيها كثير من التضليل .

لقد مثل المؤتمر الجنوبي الجامع – كفكرة – حلما لدى قطاع واسع في الشارع الجنوبي.. وبنوا عليه أمالا لعل وعسى من خلاله في ضوء ما روج له من تصريحات حول أهدافه وآفاقه ومسعاه، لكن أحلام الشارع انتكست عندما تبين له أنه عاش وهما فيما يتعلق بحكاية الاجماع الجنوبي وكيف أن بعض القوى سعت إلى محاولة التأثير في الشارع من خلال الترويج للجامع وكثرة التصريحات والاحاديث حوله.. بالإضافة إلى ما تبين من هدف أساسي يسعى إليه القائمون والمسيرون للجامع وهو "إقامة دولة جنوب عربي"، وهو الذي يتنافى كليا مع مسعى نضال وثورة معظم القوى الجنوبية ومعظم الشارع الجنوبي والمتمثل في استعادة دولة الجنوب بحدودها المتعارف عليها دوليا قبل 22 مايو 1990م.

وبالمقابل فقد مثل المؤتمر الجامع لبعض القوى السياسية عملية استثمار في إطار اللعبة السياسية وعلى العكس منهم فقد كانت هناك قوى تأمل بأن يكون "الجامع" مظلة تلتقي تحتها جميع القوى السياسية على قاسم مشترك.. وفيما هناك قوى وقفت بالضد من الجامع لأنها لم تر في محتواه وأهدافه ما يتوافق وأهدافها ويقنع أعضاءها وأنصارها.. على أن الفكرة قد انطلت على بعض الشخصيات الوطنية المشهود لها بالكفاءة واندفعت بحماسة للعمل في إطار هذا المشروع دون أن تدرك أبعاد ومرامي القوى الساعية لتحقيق نصر سياسي من خلال الجامع.

دعونا نتساءل حتى نكون منصفين فيما ذهبنا إليه من انسدال الستار على الجامع في ضوء بيان اللجنة التحضيرية وما يتبادل من معلومات عن الجامع وكيف قامت تحضيرية الجامع بتحديد موعد انعقاد المؤتمر قبل أن تستكمل لجانها العاملة والخاصة بالتواصل والتوافق مع القوى والمكونات السياسية وكذا قبل أن تصل ردود تلك القوى على دعوات اللجنة التحضيرية.. وبقراءة فاحصة لمحتوى ومفردات البيان الذي نشر في الصحف والمواقف الاخبارية الجنوبية بشكل واسع يدرك أن الاختلاف لازال بينا وشاسعا بين تحضيرية الجامع والقوى المؤثرة فيه وبين تلك الفصائل والمكونات المرجو منها تلبية الدعوة والمشاركة في "الجامع" في هدفي "الاستعادة أو البناء،  والجنوب العربي بدون حدود والجنوب اليمني بحدود 1990م".

ولذلك فإن تفكير القوى السياسية الجنوبية قد غدى عقيما من خلال حالة الانقسام والتشرذم ومحاولات الاستثمار الرخيص لدماء الشهداء ونضالات أبناء الجنوب.. لتدرك تلك القوى أن صبر الشارع قد أخذ ينفد.

 

مقالات أخرى

مستقبل الأمة العربية ... بين جنون نتنياهو وتهريج ترامب

د . خالد القاسمي

وإن تأخرت فقد أتت في وقتها ولا تراجع عنها أو التوقف عندها

صالح شائف

نضالنا المستحق .. ونضالهم المدفوع .

فضل مبارك

أيهما اولى بالدعم المركز ام المدرسة!

عادل حمران