عوض علي حيدرة
أيام لـها تاريخ

حين خرج شعبنا الجنوبي في 7 يوليو 2007م في ساحة الحرية في مدينة خوركسر في مـحافظة عدن، يحملون العميد ناصر علي النوبة على الاكتاف بـمشاركة رفاقه الأبطال من العسكريين والمدنيين من أبناء شعبنا، وفي المقدمة المناضل الجسور الأخ علي صالح عباد (مقبل)، كان يوماً مشهوداً في تاريخ الجنوب، حيث أعلن شعبنا للعالم - بلسان النوبة – رفضه القاطع للواقع المهين، رفضه لاحتلال نظام الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح لأرض الجنوب.

وإذا العميد (النوبة) اليوم بدأ ينكفئ على نفسه، خاصة بعد مقابلته للرئيس عبدربه منصور هادي، ثم إعلانه تأييده (لـمخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل) .. فهذا لا يعفيه من عدم الحضور والمشاركة في الفعاليات المختلفة التي ينظمها أبناء الجنوب، وبالذات الاعتصام في ساحة الحرية في خورمكسر، باعتباره في طليعة الصفوف المؤسسة التي زرعت البذرة الأولى في 7 يوليو 2007م، واليوم نقطف ثـمارها على الأرض، وفي نفس الأسبوع الذي قابل فيه (النوبة) الرئيس هادي، فقد قابل الرئيس هادي آخرين من الذين أعلنوا تأييدهم المطلق (لـمخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل)، وهاهم اليوم يشاركون شعبنا الجنوبي اعتصاماته ومعاناته، يحضرون إلى الساحة مع المعتصمين بين وقت وآخر، يحملون المبادرات من أجل توحيد الصف الجنوبي، قرروا بعد 40 عاماً من الاغتراب في الخارج الوقوف جنباً إلى جنب مع شعب الجنوب، بينما العميد (النوبة) معاصر لكل المراحل في الداخل، وشارك في كل الأحداث، ومن ثم قاتل  إلى آخر يوم في حرب 1994، وكان وقتها في جبهة (ضيقة) بين هدير المدافع والطائرات والدبابات، وبروقها ورعودها التي كانت في ذلك الوقت تغطي سماء الجنوب..

لذلك ندعوا العميد (النوبة) للمشاركة والعودة إلى نشاطه الوطني بدون مبادرات، فقد نزل الميدان قبل الآخرين، وقدم مبادرات قبل الآخرين من أجل توحيد الصف الجنوبي، ومن ثم ذهب إلى الضالع وردفان ويافع وحضرموت من أجل الوحدة الوطنية الجنوبية، ولكن جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن.

وبناء على ما تقدم نقول للأخ (النوبة) يا نار كوني برداً وسلاماً على قلب النوبة، فالذين وجهوا له اتهامات أثناء مقابلته للأخ الرئيس، وقالوا إن له ثلاث سنوات مـجمد نفسه من أي نشاط، وبالتالي فإنه لا يملك إلا نفسه، هؤلاء كان البعض منهم يعملوا موظفين مع الرئيس المخلوع في الخارج حينما كان (النوبة) في الميدان، عندئذ الأخ العميد ناصر علي النوبة قابل الرئيس عبدربه منصور هادي ولم يقابل الرئيس السابق علي عبدالله صالح.. وطالما ونحن مازلنا مؤمنين بالنضال الوطني السلمي، فمن غير الممكن أن تعالج القضية الوطنية الجنوبية العادلة والمشروعة إلا بالحوار والتفاهم مع الرئيس هادي.

-إذن- كان النوبة وخروجه البطولي الشجاع إلى ساحة الحرية – العروض سابقاً – في زمن كانت قوة الرئيس اليمني السابق من الصعوبة بمكان تحديها، فقد جسدت رسالة وطنية سياسية حقوقية للعالم، وكانت بداية الطريق وكسرت حاجز الخوف، عكست إرادة شعبنا ومطالبته بالحرية ، ووصلت إلى أرجاء الجنوب من المهرة إلى باب المندب، وكانت بداية التسونامي الذي نعيشه اليوم، ولولا أن الرئيس هادي على رأس السلطة في صنعاء لما خرج الجنوبيون بالمليونيات، ولما عملوا مخيم الاعتصامات في خورمكسر والمكلا، ولولا الحراك الوطني الجنوبي لما وصل الرئيس هادي للسلطة.

مقالات أخرى

مستقبل الأمة العربية ... بين جنون نتنياهو وتهريج ترامب

د . خالد القاسمي

وإن تأخرت فقد أتت في وقتها ولا تراجع عنها أو التوقف عندها

صالح شائف

نضالنا المستحق .. ونضالهم المدفوع .

فضل مبارك

أيهما اولى بالدعم المركز ام المدرسة!

عادل حمران