ابو هشام
للجيوب.. لا للجنوب

أحسن حاجة في الحراك الجنوبي أنه نفع كثيرا من الناس كانوا بلا "مهرة" وأصبحوا اليوم من "علية" القوم.. ولديهم أموال وسيارات وعقارات.. وأيضا مناصب .

صحيح فالحكمة تقول "مصائب قوم عند قوم فوائد" وهكذا على الرغم من أن المصيبة هنا هي قضية وطن وقضية شعب يسعى أعداؤه إلى طمس معالم حياته وإنهاء معالم وجوده.. وتشتيت وبعثرة كيانه حتى يغدو أثرا بعد عين.. لكن هؤلاء لا يعنيهم ماذا تعني القضية، أو حجم المعاناة والألم لأبناء الجنوب.. ولا يهمهم مقدار  التضحيات.. ومسيرة نضال الشعب.. وحتى لو أبيد الجنوب عن بكرة أبيه.. ما يعنيهم هنا فقط هو كم كسبوا وكم ربحوا فالقضية عندهم تجارة واستثمار .

يتلونون ويزايدون وينمقوا أحاديثهم للتمويه على بسطاء الناس بأنهم هم القادة وهم من يحمل لواء القضية ويحمل وزر المعاناة وأنه لولاهم لضاع الجنوب وضاعت قضيته ومات أبناؤه .. ولأن شعب الجنوب طيب وعلى نياته فقد انطلت عليه ألاعيب هؤلاء وصدقوا قياداتهم معتقدين بأن هؤلاء القادة أنبياء ولا يمكن أن يأتي منهم العيب أو الخطأ ولا يمكن أن تتلوث أيديهم بالفساد أو المتاجرة بالقضية.. لكن ما هو واقع من شواهد على الأرض يجلي الحقائق ويضعها واضحة وضوح الشمس .. ولعل أبرز عناوينها هي هذا التنافر القائم بين القيادات وعدم التوافق على القواسم المشتركة وما أكثرها.. وكذا حالة التخوين القائمة بين القيادات ورفض الاخر.. فيما من يقف على تصريحات والاهداف المعلنة لتلك القيادات يجدها اختلفت الألفاظ لكنها تصب في استغلال الجنوب لكن يبدو أن هناك أهداف أخرى مخفية وغير معلنة.. وهي التي في الأساس تسعى تلك القيادات إلى انجازها وتحقيقها.

للعلم فإن معظم قيادات الحراك لا تريد للقضية الجنوبية أن تحل لأنها بذلك تفقد كثيرا من مصالحها واستثماراتها.. وعندما تنتهي القضية سوف ينفضح أمرها وتجد نفسها كما كانت بلا "مهرة".

حقيقة يعرفها الكثيرون ويتغاضى عنها الجميع أن الخطر الداهم والضرر القائم على الجنوب وقضيته يأتي من خلال معظم تلك القيادات وبعض رموز الحراك أكثر مما يأتي مما يصفه هؤلاء القادة بـ"المحتل".

مقالات أخرى

مستقبل الأمة العربية ... بين جنون نتنياهو وتهريج ترامب

د . خالد القاسمي

وإن تأخرت فقد أتت في وقتها ولا تراجع عنها أو التوقف عندها

صالح شائف

نضالنا المستحق .. ونضالهم المدفوع .

فضل مبارك

أيهما اولى بالدعم المركز ام المدرسة!

عادل حمران