غسان محسن العمودي
ليتكم أيها القادة مدربون كرة قدم

 

لا لا ... لم أقصد التمني بأن يكون قادة الجنوب مدرَّبين! بل كنت أقصد بأنني تمنيت كثيراً أن يكونوا مُدربين كرة قدم( بكسر الراء)  بيد أن جلّهم قد تدرّبوا جيداً في كيفية التعامل مع المناصب وطرق الوصول إليها! فنحن هنا وهناك داخل الوطن وخارجه ألتمسنا العذر لهم ولازلنا كذلك إيماناً منّا بأهمية النسيان أو التناسي إذا ماصح التعبير اللائق لما يناسب مشاعرنا تجاه هؤلاء القادة الذين يحظون بقدر كبير من التقدير والاحترام لكونهم جنوبيون فقط لاغير ،،، أعيد وأكرر لكونهم جنوبيون فقط.

 

إن تسليط الضوء على سلبيات وأخطاء القادة الجنوبيون سيجعلنا نغض الطرف عن عنجهية وجرائم قوات الإحتلال وقادتهم في صنعاء، وهذا أمر أنا جداً حريص على عدم الإقدام عليه من باب: لا تفعل مايفكر العدو به! ولكن إذا ما أدعت الضرورة لتوضيح بعض الأمور التي يتشابه بها العدو والصديق فإن ذلك يستوجب علينا رفع نسبة الانتقاد الودي الذي نتمنى ونرجو أن ينعكس إيجاباً على سير نضال شعبنا وتحقيق مصالح وطننا، فنحن نورشف المواقف تارة ونحرقها تارة أخرى! وكل ذلك يحدث في مكان واحد ألا وهو الجنوب ومن طرف واحد ألا وهو شعب الجنوب فقط، وبالتالي فإننا ملزمون بتحديد الأولويات التي على ضوئها نحسب المكاسب والخسائر التي تنعكس على المصلحة الوطنية العليا جراء الانتقاد وتوضيح الأمور التي نقولها أحياناً كثيرة من باب: مجبر أخاك لا بطل.

 

اعتقادنا السائد بأن قيادتنا مهما أخطئوا فعلوا ومهما اختلفوا وتناحروا ومهما وقعوا وصمتوا وتحدثوا سنكون لهم سامعين طائعين فهذا أمر خطير وغير مجدي، بيد أن ذلك يجعلنا نوقّع على مصير مستقبلنا ومستقبل أبنائنا وبكل تأكيد سنكون شركاء في ضياع وطن وهوية وتاريخ، بل سيجعلنا ندوس تاريخ نضال أبآئنا وأجدادنا الذين كان لهم الدور الأبرز في تحرير الوطن من الاستعمار البريطاني ومن ثم كان لهم الفضل في بناء دولة أمن واستقرار معترف بها في كل المحافل الدولية رغم قوة المعارضات وكثرة الأعداء في ذلك الوقت.

 

إن على القيادة أن تستمر في ممارسة نشاطها السياسي. الذي نعرفة ونراقبه عن كثب، ونحن بدورنا شاكرين لهم تلك الجهود التي لم تحقق شيئاً حتى اللحظة ولكن هذا لا يعني عيباً فيهم ولا حتى فيناً، فهم لم يوقعوا وثيقة شرف أمام الشعب بأن يلتزموا بالنهج السلمي الذي ينتهجه الشعب منذ 2007، ولم يوقعوا صك يضمن للشعب أستعادة دولته! ولم يتعهدوا حتى في ضمان سلامة الحراك السلمي من التآكل والتشظي! بل أنهم لم يتعهدوا لنا بعدم تهميش السلاطين والمشايخ ورجال الدين والشخصيات الاعتبارية ورجال المال والاعمال، لم يتعهدوا لنا بكسب تأييد أقليمي ودولي والعمل على الدخول في التوازن الجيوسياسي في المنطقة التي باتت تتقبل قبائل وطوائف ورجال إعمال فضلا عن شعب عريق ووطن يتميز بتاريخ وهوية وموقع عالمي، لم يتعهدوا بأي شي ولكنهم يريدوننا لهم سامعين طائعين! لماذا وكيف والى متى...لا نعلم!

وبطبيعة الحال فان القيادة ليست لهم ضمانات شعبية تتيح لهم التربع على قيادة الدولة وإدارة شؤونها وثرواتها....ولكن يعتبر التصفيق والتمجيد الشعبي والالتفاف الشعبي خلفهم أحد أكبر الضمانات...ولكن للأسف هذا غير معترف به في قانون السياسة التي ترتكز على ان قانون السياسة لا قانون لها.

 

أنا الحياة ليست ملكنا ولن تكون مذلك طالما وان مالكها ومسيرها هو الله عز وجل..فظهور دول واختفائها وبروز حضارات واندثارها هي امر بيد الله ونحن به مؤمنون.. ولكن وجود الشعوب يصنع أوطان وحضارات...خصوصا اذا ما توافرت الرجال الذين يولون المصلحة العامة على مصالحهم الشخصية، وهذا أمر أما يفرضه المحيط او الذات البشرية نفسها، ولنا ان نرى ونستفيد من تجارب مدربين كرة القدم الذين يسارعون إلى  تعويض خسارة مباراة الذهاب بمباراة الإياب، فان لم يستطيعا الفوز فأنهم يسارعون إلى تقديم استقالاتهم فورا سواء كانت تلك الخطوة تلبية للجمهور او من دافع ذاتي وضمير حي يحثهم على ترك المجال وفسحه لغيره لعل وعسى ينجز شيئا يلبي مطالب الجمهور ويحفظ مكانة الفريق! من هنا تمنيت ان يقتدي قادة الجنوب بمدربين كرة القدم الذين يحترمون الجمهور وانفسهم رغم أنها لعبة ترفيهية لا تمس عقيدة ولا تاريخ ولا هوية ولا حتى تؤثر بمكانة وكرامة الإنسان... فما بالكم في وطن وهوية وشعب أيها القادة !!!

 

*من المهجر

مقالات أخرى

مستقبل الأمة العربية ... بين جنون نتنياهو وتهريج ترامب

د . خالد القاسمي

وإن تأخرت فقد أتت في وقتها ولا تراجع عنها أو التوقف عندها

صالح شائف

نضالنا المستحق .. ونضالهم المدفوع .

فضل مبارك

أيهما اولى بالدعم المركز ام المدرسة!

عادل حمران