عزيز العيدروس
الجنوبيون ولمسات التحرر الأخيرة

وصفت بالشائكة تلك بالدروب التي يقطعها الشعب الجنوبي ماضٍ في مسيرته قاصداً التتويج بالنصر والظفر بالحرية من قبل المهتمين  أعداء كانوا أو محبين بل ووضعت العراقيل واستخدمت الأساليب ترغيباً وترهيباً في طريق المد الثوري كمحاولات لثنيه عن مساره أو كبح جماحه مطلقاً، إلا أن تأثيرها كان في الغالب طفيفاً وبدرجة السطحية مما أوقف المتربصون مشدوهين أمام الأمر المستعصي الواقع ، وبتعثر قوة الكبت والقمع المفرط والمبالغ فيه للجماهير الجنوبية التي أتت نتائجه عكسية بل وأشد وبالاً على المستخدمين فما زادت الشارع الجنوبي إلا إصرارا وتشبثاً بالتحرير فكلما سقط شهيد واقتيد أسير تأجج الوضع الثوري وتعزز الإصرار على المضي قدماً ،وبعلمهم وعلم العالمين أجمعين بأن إرادة الشعوب لا تقهر استساغوا أساليب المداهنة في اغراءات الاستقطاب لشخصيات ثورية علها تسبب الإحباط في نفسيات الشعب الثائر، إلا أن القناعات المترسخة لدى الثوار وقفت حائلاً دون تنفيذ المأمول من هذه الأساليب، وأدركوا وبكل يقين بأن الإرادة الفذة التي يمتلكها هذا الشعب لا تأبه بمن باع ، وإن القلة ممن انطلت عليهم الفكرة لم يُلق لهم أدنى اعتبار مما كان يتوقع له المارقون من إحداث فجوات وزرع احباطات تأثر سلبياً على الزخم الثوري على الأرض الجنوبية، فعمد الاحتلال على الابتعاد والمراقبة عن بعد وترصد أي هفوات يقع بها الثوار ليتسنى لهم فرصة الانقضاض على الثورة التي ضاقوا ذرعاً بأساليبها المستمدة من عزيمة أبناء الجنوب الثائرين، إلا أن العملية هذه لن تجدي نفعاً أيضاً .

ضاقت السبل فعلياً على الاحتلال فأذعنوا للواقع الحالي وبدأت تلقى الاعترافات بين الفينة والأخرى بأن لا جدوى من التغافل عن مطلب هذا الشعب ولا قوة قادرة على إسكات صوته ولا لعبة سياسية كفيلة للتلاعب بآماله وتطلعاته.

بلغ الحال المعاش والأمر الواقع أفئدة ذوي المصالح وعلى المستوى العالمي ناهيك على المستوى الإقليمي المجاور، وأصبح من الواجب حتمياً على القوى العالمية الكبرى التسريع بالحل والرضوخ لمطالب الشعب الجبار التي تكفل لهم الاطمئنان على مصالحهم الكبرى التي قد تتعرض للخطر في حال وقوفهم عائقاً أمام مطلب الشعب الجنوبي العادل ،فبدأت أروقة اللقاءات الدولية تطالع صفحات ملفٍ طالما تغافلت عنه زمناً طويلاً على قدر عال من الجدية والأهمية وتتدارس السبل التي ترضي هذا الشعب الثابت على ترابه وبصلابة، ليضمن بثقله توازنات القوى وخصوصاً في منطقة الشرق الأوسط المتذبذبة هنا وهناك، فباتت الضغوطات على صنعاء مفروضة ومن واقع الجدية بل ومجبرة لها على الرضوخ لمطلب الجنوبيين في استعادة دولتهم التي كانت متحدة بها وفق الشرائع الدولية التي ينص عليها القانون الدولي ، فلم يعد هناك وسيلة لسلطات الاحتلال تتذرع بها لانتزاع مزيدٍ من الوقت التي تعلم مطلقاً وأن توفر الوقت فليس هناك من سبيل يثني الشعب الجنوبي عن بلوغ حريته وفك ارتباطه مع دولة إن صحت التسمية كالعربية اليمنية.

مقالات أخرى

مستقبل الأمة العربية ... بين جنون نتنياهو وتهريج ترامب

د . خالد القاسمي

وإن تأخرت فقد أتت في وقتها ولا تراجع عنها أو التوقف عندها

صالح شائف

نضالنا المستحق .. ونضالهم المدفوع .

فضل مبارك

أيهما اولى بالدعم المركز ام المدرسة!

عادل حمران