في ظل ما تشهده العاصمة اليمنية صنعاء من أحداث وصراع بين الأطراف والقوى المتصارعة على السلطة والثروة فإنه بات من الضرورة على القيادات الجنوبية سواء كانت في الداخل او الخارج التقاط الفرصة التاريخية وترك الخلافات جانباً والابتعاد عن الشطحات والنطحات والخروج بموقف موحد يعزز من اللحمة الوطنية من أجل الجنوب وما يخدم القضية الجنوبية وانتصارها ليتم حينها اقناع العالم أنه مهما كان الدعم للقوى المتصارعة في الشمال فأنه من الاستحالة إقامه دوله في صنعاء التي عاشت وتعيش على وقع الانقلابات ، وبالتالي يستوجب من المجتمع الدولي والعالم الوقوف إلى جانب الجنوبيين لاستعاده دولتهم .
ففي اليومين الماضيين لاشك أن الجنوب شهد تحركا واجتماعات في منازل قيادات جنوبية قيل أنها من أجل تشكيل قيادة موحدة تقود المرحلة وتحديد موقف من ما يحدث في صنعاء ، ولهذا فإن المواطن الجنوبي التواق إلى سماع أخبار عن توحد القيادة من أجل استعادة الدولة ظل يترقب ما يتمخض عنه هذا الاجتماع ،لكن يبدو أنه لم يسمع أي بوادر أو مؤشرات في هذا الخصوص وأن المجتمعين قد اتفقوا على رؤية واضحة بقدر ما يسمع ان هناك اجتماع جديد لنفس القيادة في منزل قيادي آخر ليكتشف أن هذه الاجتماعات المتتالية مجرد اجتماعات فضفاضه فهي لم تخرج بأي شيء وهدفها إضاعة الوقت وإهدار الفرص على شعب الجنوب والتي تأتي تباعاً من عاصمة خطف الأرواح، فضلاً عن إعطاء كل منزل من منازل القيادات الجنوبية أن يأخذ نصيبه من الاجتماعات وليس الهدف من هذه الاجتماعات هو إخراج الجنوب من المآزق الحاصل وانتشال الوطن من بين تلابيب الوحدة العمياء .
هنا قد يقول قائل أو يخرج أحد القيادات بتصريح أن الاجتماع ضرورة ملحة .. نعم يا سيدي القائد أشاطرك الرأي ونحن لسنا ضد أي اجتماع يهدف إلى وحدة الصف القيادي المبعثر والمشتت، ولكن لابد وأن يكون هذا الاجتماع فاعلا وبالتالي يفضي إلى نتيجة ايجابية ويمنح كل قيادي دوره ووظيفته سريعاً وليس اجتماع هش ينبثق عنه مكون جديد وتشكيل هيئات ولجان ويصدر عنه بيانات سئم منها الشعب كثيراً وسببت له التعاسة والملل .
إن الاجتماعات الأخيرة دفعت الجنوبيين ربما إلى طرح تساؤلات عدة، ماذا بعد هذه الاجتماعات المتتالية ؟ وهل فعلاً أن القيادة تسعى إلى وحدة الصف ؟ ولماذا لم تنفذ الأقوال إلى افعال ؟ وما الذي يمنع هذه القيادة من توحيد صفوفها طالما وأنها تقول إن الهدف واحد؟ أم أن هذه القيادة تريد أن تظهر للشعب أنها قد اجتمعت على طاولة واحدة وفي منزل واحد بينما التفكير يبقى بعيدا وليس التفكير في كيفية انتصار الثورة.
مقالات أخرى