د. علي مطهر
استغلال الفرص المتاحة

 في ظل هذه الظروف التي برزت فيها تطورات ومستجدات وأحداث متسارعة في عاصمة دولة الاحتلال التي انتجتها الصراعات بين القوى المتنفذة الطامعة والباحثة عن مصالحها ونفوذها وما أفرزته تلك الصراعات من فراغ دستوري وانهيار معظم مؤسسات دولة الاحتلال ،وهذا بدوره شكل عاملا ايجابيا أوجد فرص سانحة ومواتية تصب في مصلحة الجنوب وثورته التحررية إن تم استغلالها حالا ،فماذا تنتظر قيادات الثورة والذي يفترض أن تكون اليوم أكثر تلاحما وتماسكا وتنسيقا في الحسم وانجاز الهدف الذي يناضل الجميع من أجل تحقيقه بعد أن توفرت هذه الفرص وفي متناول أياديها من دون عناء أو جهد في البحث عنها ، يبقى عليها وبشكل سريع ومن دون تردد أو تسويف ، سرعة المبادرة في التقاطها بحكمة وحنكة قيادية من خلال الإحكام والسيطرة على الأرض في مختلف مدن ومناطق محافظات الجنوب وهي ليست بمفردها من تقوم بذلك بل معها شعب الجنوب العظيم سيقف وراءها ومساندا لها من أجل تحقيق انجازات ثورية عظيمة تُعجل من انتصار الثورة وتحقيق أهدافها … وليس هذا فحسب بل سيكون هناك مباركة وتأييد أطراف داخلية واقليمية ودولية ستعيد النظر في مواقفها وقناعاتها إذا تم فرض الامر الواقع ،بعد أن تأكد لها بشكل مطلق وقطعي استحالة قيام دولة يمنية مدنية حديثة وديمقراطية وخير شاهد على ذلك ما كشفته المستجدات والاحداث الأخيرة ، فإذا لم تتحرك قيادات قوى التحرير وتجاهلت القيام بمسؤوليتها وواجبها في استغلال تلك الفرص فإنها ستضيع ولا يمكن أن تتكرر ، وهذا بدوره يقودنا إلى احتمالين كلاهما يشكلان تهديدا وخطرا على الجنوب وثورته. 1- في حال انهارت دولة الاحتلال بكل مؤسساتها بشكل كامل وتحولت إلى مثل بعض دول المنطقة الفاشلة والمنهارة ، والاخطار التي تصاحب ذلك الانهيار وهنا ستبرز الحروب الأهلية والطائفية والمناطقية وتوسع الارهاب وستنتهك السيادة بالتدخل المباشر لدول الاقليم والعالم بحجة حماية مصالحها والممرات المائية ومحاربة الارهاب… الخ ،فمن الطبيعي الجنوب في حال استمر على هكذا حال سيتأثر وسيكون هو الاخر معرض للانهيار والفوضى والدمار والحروب كنتيجة حتميه . 2-في حال اتفقت القوى المتنفذة المتصارعة في عاصمة الاحتلال وحلت خلافاتها ورتبت أوراقها واستعادت مؤسساتها يساندها الدعم الاقليمي والدولي وإصرارها على تنفيذ مشاريعها واستمرار احتلالها والسيطرة على الجنوب بحجة الحفاظ على الوحدة الوهمية وتصريحات كثير من القوى المتنفذة في الأيام القريبة الماضية لخير دليل على ذلك ،وهذا سينعكس سلبا يؤثر على الثورة والفعل الثوري ،لما سيتركه من يأس واحباط من أسلوب وأداء هذه القيادات التي تثبط من حماس ومعنويات الجماهير وستتأثر ثقتها ومصداقيتها بها ، شعورا منها بعدم ايفائها بتعهداتها وعدم قدرتها على الحسم الذي توفرت عوامل نجاحه لإنجاز خيارات وتطلعات شعب الجنوب الذي ضرب أروع الأمثلة في المثابرة النضالية والصبر والثبات والصمود والتضحية وحاضنا لثورته التحررية منذ انطلاقها.

 

مقالات أخرى

العميد أحمد قايد القُبّة

علي شايف الحريري

( الوحدة مع ايران)

م. جمال باهرمز

محطة التشاور الأخيرة في الرياض .. آن الأوان لوضع الأمور في نصابها

صالح شائف

مستقبل الأمة العربية ... بين جنون نتنياهو وتهريج ترامب

د . خالد القاسمي