إن اللحظات الدقيقة التي يمر بها الوطن الغالي تتطلب من كل أبناء الجنوب التكاتف والتماسك الأمر الذي يتطلب الثقة في النفس والثقة في الغير والثقة في المستقبل والتفاؤل به.
فهذه هي ادوات النجاح والازدهار، أما ثقافة الشك والريبة في كل شيء والتربص بكل عمل، فهذه هي الهدم والشقاق والفرقة.. ولهذا يمكننا القول أن المسار السياسي لتحقيق ما يصبوا إليه شعب الجنوب يأخذ لأن مجراه الطبيعي ونتمنى ونأمل ان يستكمل نضاله وخلاصه على خير وجه في القريب العاجل إن شاء الله وينال الجنوب حريته واستقلاله مهما كانت التضحيات حتى يأخذ مجراه الطبيعي.. يجب على كل مواطن جنوبي التفاني والإخلاص في هذا الشأن، لأنه لن يتم ولن يتحقق بمنحه من السماء وإنما بمجهود أبناء الجنوب المخلصين الصادقين فالأوطان لا تنال حريتها واستقلالها ومطالبها الأخرى بالتمنيات والدعوات الصالحة وإنما بالنضال الثوري الجاد والعرق وأحيانا بالدموع وليفهم من لا يفهم بأنه لا حقوق دون واجبات وإن الحرية بلا جهاد ولا مسؤولية هي عبث وضياع للوقت وأيضا دعوى للفوضى فالنضال والجهاد يتطلب الجدية والإخلاص في سبيل التحرير والاستقلال بالإضافة الى الصبر والمثابرة ومسيرة الكفاح والنجاح والتقدم ليست نزهة الى بستان الحسيني أو صهاريج الطويلة بمدينة كريتر (بستان الكمسري) ولكنها بصعابها ومشاقها أكثر إثارة وإرضاء للنفس كما هو مدعاة لاحترام الذات.
إن مدينة عدن الحبيبة الباسلة الجريحة تنادي أبناءها بالعودة الى حضنها بالانقسام او شقاق والتطلع الى المستقبل ولنا في روح الحراك الجنوبي و أشاوسته ولجانه الشعبية الملاذ والخلاص ولم يكن هذا النضال سهلا أو ميسرا بقدر ما سيكون أثناء تحقيقه محنه واختبارا سوف ندفع ثمنه بدماء شهدائنا الأبرار وبالجهد والإعداد مع العرق والدموع والعزم والتصميم من قبل أبنائه المناضلين واليوم ونحن نتلهف لحصول بلادنا على فك الارتباط مع دولة الشمال الذي أصبح هدفنا وفي متناول أيدينا عما قيب إن شاء الله.
أقول لأبناء الجنوب كلمة أخيرة بأنه من حقنا أن نختلف في الآراء والتوجهات ولكن عندما يتعلق الأمر بمستقبل الجنوب واستقراره فإن الواجب والحدس الوطني يتطلبان أن نتفق جميعا على قلب رجل واحد ونقول بالفم المليان "نعم للانفصال" لأن الطعن في الميت حرام حتى نعبر عن شعورنا بكل حرية بعيدا عن الاغتيالات والفساد والفوضى والهمجية وكفانا ما أهدرناه من سنين أعمارنا ومن جهد وضياع منذ ذلك التاريخ 22 مايو 1990م، وحتى الآن دون أن ننعم بأمن وأمان او حتى استقرار في أوضاعنا الداخلية في ظرف ظل الصراعات وتغليب المصالح الذاتية وتفعيل الانقسامات بين طوائف المجتمع وكأننا نبدو إما حلبة مصارعة لابد فيها من فائز ومهزوم وتناسينا جميعا أننا أبناء الجنوب وطن واحد مهما اختلفت الآراء والانتماءات من أجل كل هذا لابد ان تتوحد كلمتنا ونقول: لا للوحدة ولا نريد وحدة كفى ضياع وخوف وحمل السلاح داخل المدن وكأننا نعيش في غابات الأمازون.
مقالات أخرى