عوض علي حيدرة
المناضل الإنسان علي عوض مقفع... وداعا

فقد الوطن... رمزاً من رموز الحركة الوطنية الجنوبية لثورة 14 أكتوبر1963م، مناضلاً صلباً لا يلين، قائداً ميدانياً مقداماً، مقاتلاً شرساً لا يهاب الموت.

فقد الوطن... إنساناً من روح الوطن، رجلاً بسيطاً في حياته متواضع جم، شخص عملي قليل الكلام، لم يتردد يوما طوال حياته النضالية من اتخاذ المواقف الصعبة، منطلقاً من إيمانه العميق الصادق لقضية الوطن والشعب وحقه في الحياة الحرة الكريمة، لم يساوم مطلقا في مواقف اتخذها، مخلص نقي من الـ سعد الطيبين المعروفين. فقد الوطن... رفيق وصديق الشهيد البطل سالم ربيع علي، تولى قائد القوات الشعبية في محافظة ابين، لعب دوراً كبيراً في إعداد وتنظيم وتأهيل القوات الشعبية، حتى اصبحت قوة فعاله سريعة متحركة تصد المعتدين عن الوطن والدولة.

فقد الوطن... علي عوض مقفع!!بعد أحداث 26 يونيو 1978م ذهب الى الشمال ومكث هناك فتره محدودة، وثم عاد الى قريته في الريف ومكث هناك بعيداً عن المشاكل والناس، مارس مهنة رعاية الإبل في القرية.. أخر مرة التقيت به، كانت في مناسبة عرس في قرية (امنقع) وجدته هناك، وبعد السلام والتحية جلسنا على حده معا (خلوه) نتذكر الماضي وكيف صار حالنا اليوم؟ قلت له أثناء الحديث ماذا تعمل يا أخ علي؟

قال ماذا تتوقع لإنسان مثلي عاصر كل الأحداث وشارك فيها؟ وقرر في لحظة اعتزال العمل السياسي وأضواء المدينة وزحمة الناس، فان موقعة الطبيعي هو مسقط الرأس.

هذا هو حالي الان عايش مبسوط في رعاية الإبل في قريتي وبعيد عن الثرثرة والكلام المكرر. لم يهتم الفقيد علي عوض مقفع ابداً في حياته بالمال او الجاه او التطلع الى السلطة.. كان فقط يتمنى، بعد اعتزاله العمل السياسي والعيش في الريف، إصلاح الوطن وتحسين أحوال شعبنا وتحريره من الظلم والقهر. رحم الله الفقيد علي عوض مقفع واسكنه فسيح جناته والهم أهله وذويه وأهل سعد الصبر والسلوان وإنّا لله وإنّا إليه راجعون.

مقالات أخرى

العميد أحمد قايد القُبّة

علي شايف الحريري

( الوحدة مع ايران)

م. جمال باهرمز

محطة التشاور الأخيرة في الرياض .. آن الأوان لوضع الأمور في نصابها

صالح شائف

مستقبل الأمة العربية ... بين جنون نتنياهو وتهريج ترامب

د . خالد القاسمي