جدل كبير في اوساط الحراك الجنوبي وسخط عارم حول أداء قياداته في ظل غيابها المخيف و المفاجئ عن المشهد السياسي ومخاوف مشروعة تنتاب الثوار في الساحة الجنوبية _المؤمنة بالتحرير والاستقلال _حول الركود للنشاط الثوري في مساره الصحيح في ظل تسارع الأحداث وبوادر انهيار التسوية السياسية بين قوى النفوذ في صنعاء_(المحتلة للجنوب)_التي طالما راهنت عليها قوى الحراك الجنوبي لاتمام السيطرة على كل ارض الجنوب الا انه حسب تقديري رهانا خاسرا واصبنا بشلل لأننا لم نحسن تقدير اللحظة الحاسمة جيدا لنضع لها الترتيبات اللازمة .
لاشك أنها المرحلة الأخطر والأصعب التي تهدد مسيرة ونضالات شعب الجنوب, وان كفاح دام أكثر من20 عام قد يكون في مهب الريح ان لم نتداركه ,وان عودت قوى وأحزاب شمالية نافذة الى المشهد بعد غياب دام شهور اثر سيطرة ما يعرف بأنصار الله الحوثيون على السلطة في صنعاء ,هذه القوى الشمالية التي تحاول أن تتصدر المشهد في الجنوب وتعيد انطلاقتها من الجنوب تحاول جر الجنوب الى حرب لا ناقة له فيها ولا جمل سوى أنها تريد إن يصبح الجنوب ساحة لانتقاماتها من خصومها في أرض ليست أرضها .(أي القوى الشمالية).
فلم يعد يخفى على أحد منا حالنا الذي وصلنا إليه وصرنا نتناقله في كل جلساتنا الاجتماعية ,حالة الإحباط والتململ وانهيار قدراتنا البشرية وثُبطت عزائمنا الثورية نتيجة لسياسة التخدير التي مورست علينا _و اخرها منذ 14 اكتوبر 2014م حتى يومنا هذا في ساحة الاعتصام الجنوبية _ والتي بدورها غيبت التنظيم الموحد وظلت تبحث عنه بحثا غير جاد لغرض الاطالة والإنهاك لكل الثوار. بالإضافة الى حالة فقدان الثقة المتبادلة وخلق فجوة واسعة بين الشارع الجنوبي وقياداته التي اشغلت نفسها او انشغلت باختلاق الخلافات والتباينات فيما بينها.. وعودة الرئيس هادي الى عدن_ عاصمة دولة الجنوب والمعقل الرئيسي للحراك الجنوبي _الذي أربكت المشهد جعلت الحراك الجنوبي يمشي بخطوات حذرة للتعامل مع هذا الوضع الجديد المفروض عليه والذي يبدو مطمئنا بسحب السفارات من صنعاء _التي تسيطر عليها جماعة الحوثيين جعلت الرئيس والحكومة تحت الإقامة الجبرية إلا أن الأول أفلت منها _ وعودتها لمباشرة عملها من العاصمة عدن.. ولكنه يبدو مخيفا عند الحديث عن نقل العاصمة للجمهورية اليمينة الى عدن ليتعتبرها الحراك الجنوبي إعادة إنتاج ما رُفض _وهو الاحتلال_ ولكن بصورة أخرى .
في نفس الوقت كان الأجدر في هذه اللحظة الحاسمة ان نعيد ترتيب أوراقنا بيتنا الداخلي كحراك جنوبي وتنظيمها لنكون على أهبة الاستعداد لاستلام ما كنا نطمح الى الوصول إليه والأجدر بنا . أن نصنع أحداث ثورية حقيقية بتنظيم وإحكام ومدروسة ومحل وفاق نجسد فيها مطالبنا التي نسعى الى تحقيقها بوضع البنى التحتية وحجر الأساس للجنوب القادم بدولته المستقلة بإذن الله تعالى ,وأن نحافظ على كل ممتلكات الجنوب العامة والخاصة من كل عابث .
يجب إن نعمل بالتوازي مع الأحداث المتسارعة وأن نكون معها خطوة بخطوة وبحذر شديد لما يخدم قضيتنا وما يتطلع إليه شعبنا الحر الذي قدم ولازال يقدم القوافل من الشهداء لنيل حريته واستقلاله.. وان نبتعد بقدر الإمكان عن استعداء أي جنوبي وان نبارك أي خطوات تخدم ما نسعى إليه.. وأن نقف بالمرصاد لأي شخص يحاول إن يجعل من قضيتنا جسر عبور او ورقة ضغط وابتزاز لأطراف أخرى او أي دعوات ليست محل إجماع ووفاق من كافة مكونات الحراك الجنوبي ..
وان نؤكد دوما على موقفنا الثابت من كافة القوى الشمالية المتنفذة والمتصارعة التي تحاول إن تجعل من أرض الجنوب أرضية لصراعاتها بكافة تصنيفاتها, وإن قضيتنا معها هي قضية سياسية, قضية وطن مسلوب وهوية تم طمس معالمها المتمثلة في دولة الجنوب وعودتها لما قبل عام 1990م. ,وإن الجنوب أرض وإنسان بيئة غير قابلة لأي أفكار متطرفة ورافضة لأي صراعات مذهبية او طائفية على ارضها .
مقالات أخرى