عاجزة هي الكلمات في التعبير عن المرأة _ عنوان الحياة وأصلها _ وفقير جدا معجم المفردات الدالة على عظمة المرأة ومكانتها ودورها الذي يتجاوز مكانة ودور الرجل ( ابن المرأة بامتياز ) بكثير ؛ فكل الرجال قد خلقوا وسيخلقون من رحم امرأة ؛ والمرأة الوحيدة هي (حواء ) التي خلقها الله من ضلع رجل ( آدم ) عليه السلام ... فالحياة بمعنى من المعاني هي _ امرأة _ وهي المنبع النقي الذي يتدفق منه نهر العطاء الدائم .. الغزير .. المتجدد .. الخالد .. ولأنها كل ذلك في حياتنا فلا سبيل لنا نحن معشر الرجال إلا الاعتراف والتسليم بدورها وحقها علينا وأن ننحني وبإجلال أمام عظمتها ؛ لان كل غرورنا وغطرستنا لا معنى لها حين نراها كما هي لا كما نريدها أن تكون ؛ ففي رقتها قوة وفي نعومتها صلابة وفي ضعفها شجاعة لا نملكها نحن ؛ فيكفي أن نتذكر بأنها حين تحمل في أحشائها ( إنسان ) يتخلق ويكبر في بطنها وتمده من روحها وجسدها بكل أسباب الحياة وحتى الولادة المؤلمة ؛ لهي أكبر شجاعة لا يقوى عليها أشجع الشجعان منا .. وفي يومها _ وكل الأيام أيامها _ نهديها أجمل ما تكتنزه حدائق الدنيا من أزهار وورود ؛ لا لتفرح بها وتسعد ؛ بل لتشعر الأزهار والورود بقيمتها فلا قيمة لها إلا حين تكون بين يديها أو في مجلسها ؛ وكذلك هو حال كل المعادن النفيسة من ماس وزمرد وذهب ولؤلؤ لا قيمة لها إلا حين تضعها المرأة على المكان المناسب من جسدها وتنال بذلك شرف الاعتراف بأهميتها ؛ ومن غير ذلك فهي مجرد معادن لا وزن لها .. لك أيتها المرأة كل الأمنيات النبيلة في يوم الثامن من مارس _ يومك العالمي _ وتذكري أيتها المرأة _ الجنوبية _ وبفخر بأن ذلك اليوم كان يوم عطلة رسمية في ج. ي. د.ش. وذلك عرفانا بدورك ومكانتك الرفيعة ؛ كيف لا وقد وصلت نسبة المرأة إلى أكثر من ثلث القوى العاملة في الجمهورية ووصلت إلى نسبة عشره بالمائة من عضوية مجلس الشعب الأعلى قبل ٣٠ عاما من هذا التاريخ ؛ وإلى رئاسة الدولة _ عضوية هيئة الرئاسة _ ونائبة وزير وقاضية محكمة هي الأولى في تاريخ المنطقة العربية و مدير عام وووو إلخ _ أجعلي أيتها الجنوبية من تراثك النضالي المجيد الممتد منذ سنوات الكفاح المسلح ضد الاستعمار البريطاني وحتى اليوم في ساحات وميادين النصال السلمي الثوري محطة للوثوب نحو المستقبل ؛ واهزمي ما بداخلك كل عوامل الخوف الكابحة لتقدمك .. سينهزم الظلاميون حتما ؛ ولن تغيب شمس حضورك المتوهج بالعلم والمعرفة والإبداع المتعدد الأشكال في ساحة الفعل وأن خفت إلى حين _ لأنك المرأة الجنوبية _ وكل عام وكل نساء الدنيا بألف خير ...
