خالد علي صالح
بعيدا عن السياسة.. فتش عن أمريكا بين العرب والمنظمات الجهادية والسلفية وبين إسرائيل

في البدء ولأجل معرفة حقيقة ذلك هناك مقياس يجمع عليه جميع العرب والمسلمين وعن طريقة يمكن تحديد اذا ما كانت هناك علاقة بين بعض العرب طبعا حكاما والمنظمات الجهادية والسلفية وبين إسرائيل وأين أمريكا من هذه العلاقة.

أولا – علاقتهم بفلسطين:

فلسطين السليبة منذ وعد بلفور 1917 وإعطاء بريطانيا حق الملكية في فلسطين لليهود مرورا بنكبة وبجميع مراحل الصراع العربي الإسرائيلي الذي أغلب العرب تناسوه وصوله الى صراع عربي عربي تحت عنوانين مختلفين وواهيين حتى يومنا هذا باستثناء بعض حكام العرب السابقين مثل جمال عبدالناصر وحافظ الأحمد والملك فيصل لهم الرحمة من ربهم، فمنذ ذلك الزمن وأغلب حكام العرب والمنظمات الجهادية وسلفية لم يقدموا شيئا لفلسطين ولم يقوموا بأي جهد لإجبار إسرائيل على التخلي عن فلسطين او أقلها إجبارها بالاعتراف بدولة فلسطين وفق حدود الرابع من حزيران ولم نسمع من هذه المنظمات بجميع مسمياتها من القاعدة الى دعيش وما بينهما إنهم اخترعوا اسم لغزوة تحرر فلسطين من الاحتلال الإسرائيلي مثل ما نسمع عن أسماء غزواتهم ضد العرب مسلمين ومسيحين في عدد من الدول العربية.

ثانيا – مواقف العرب ضد بعضهم البعض:

في بداية ما يسمى الربيع العربي والذي اصبح خريفا وخرابا الدول العربية قامت دولا عربية معينة ووضعت كل إمكانياتها المالية والإعلامية والعسكرية وناهضت دولا عربية أخرى العداء وقامت بقطع العلاقات معها والتحريف عليها في مجلس الأمن وإصدار قرارات ضدها وعملت عليها حصار اقتصادي وسياسي وفتح حدودها وجندت ثوار ومجاهدين من عرب وأجانب حتى حولتها الى دول فاشلة وغير مستقرة وابناؤها يتقاتلون فيما بينهم تحت مبررات واهية وما زالت تشعل بينهم نار الفتن بعد إسقاط الحكومات فيها وحولتها الى خراب.

ولكن ماذا عملت هذه الدول ضد إسرائيل منذ أكثر من ستين سنة؟ لا لشيء فلو استخدمت كل تلك الطاقات والإمكانيات ضد اسرائيل لشفنا دولة فلسطين وموجودة من زمان وأصبح المسجد الأقصى قبلة المسلمين ، حتى عندما قامت إسرائيل حربها ضد قطاع غزة  مؤخرا وفي ظل هذا الربيع العربي الذي دعمته هذه الدول لم تفعل شيء ضد إسرائيل لماذا؟.. والمخجل المبكي ان نرى سفارات ومكاتب إسرائيل مفتوحة ويرفرف فوقها العلم بينما سفارات سورية مثلا مغلقة .

ثالثا – مواقف جميع المنظمات الجهادية والسلفية من إسرائيل:

جميع هذه المنظمات الجهادية والسلفية سوى المقاتلة منها او السياسة منذ إنشائها فالسياسية منها مثلا لم نجد فيها هذه الحدة في العداء لإسرائيل مثل ما وجدناها تجاه سورية مثلا.. ومثالا على ذلك عندما أعلن الإخوان المسلمين بواسطة رئيس مصر السابق محمد مرسي الجهاد في سوريا بقوله :(لبيك سوريا)، لم نسمعه يعلن الجهاد ويقول :(لبيك فلسطين)، او يفتح الحدود مع غزة لدخول المجاهدين ولتحرير فلسطين او يغلق السفارة الإسرائيلية في قصر او طرد السفير.

رابعا- المنظمات الجهادية الحديثة:

على كثر عددها ومسمياتها أصبح من الصعوبة حفظها والمهم أيضا أنها لم تناصب اسرائيل العداء وإليكم بعض الشواهد:

أنصار الشريعة في اليمن لم يقم بالجهاد إلا في محافظة أبين حيث قتل وشرد وهدم وفي الأخير ماذا؟ لا شيء الهدف؟ ماذا حقق هذا للأمة الإسلامية ؟ لا شيء وكذلك القاعدة من سابق نفس النتيجة لا شيء في اليمن غير الدم فقط.

أجناد مصر وأنصار بيت المقدس في مصر موجودة على حدود فلسطين المحتلة ففي مصر كل الذي تقوم به هو الجهاد فقط ضد المصريين من عسكر ومدنيين من قتل وتفجيرات ولم تقم بأي عملية جهادية لصالح فلسطين وتحريرها.

جبهة النصرة في سوريا حاليا موجودة مع حدود فلسطين في سوريا يوميا يتم معالجة جرحاهم في إسرائيل ويوجد بينهم تنسيق وبتأكيد ضد الجيش العربي السوري وسوريين ولصالح إسرائيل وليس ضدها.

والدليل على ذلك قيامهم بالهجوم على المضادات السورية وتعطيلها.

داعش في العراق وسوريا هذا التنظيم الأكثر حقداً مع العرب مسلمين ومسيحيين وغيرهم وبنفس خلفية القاعدة لم يقم بأي عملية جهادية ضد الاحتلال الإسرائيلي بل القتل والحرق والذبح وتفجير المساجد والكنائس والبيوت لجميع سكان المنطقة وليس ضد إسرائيل لماذا؟

الخلاصة.. أخي القارئ فكر جيدا بكل ذلك وعليك الجواب؟ ودائما فتش عن أمريكا والله من وراء القصد.

مقالات أخرى

العميد أحمد قايد القُبّة

علي شايف الحريري

( الوحدة مع ايران)

م. جمال باهرمز

محطة التشاور الأخيرة في الرياض .. آن الأوان لوضع الأمور في نصابها

صالح شائف

مستقبل الأمة العربية ... بين جنون نتنياهو وتهريج ترامب

د . خالد القاسمي