م. جمال مطلق
(تجليات من واقع اللحظة الراهنة )

حينما اتأمل النقاشات في المنتديات  والمجموعات المختلفة في وسائل التواصل الاجتماعي وفي ظل الوضع الراهن الأكثر تعقيدا وتركيبا عبر التاريخ فإنني أعشق حرية التفكير دون قيود او تبعية لأنها تفتح آفاق واسعة دون تأثيرات ماضية سلبية كما ألمسها في كتابات ونقاشات بعض الإخوة الكرام حيث ان الموقف السياسي التراكمي واستعداء الآخرين يخلق نوع من القيود على حرية التفكير ويمنع الرؤية لمساحات واسعة من جوانب الموضوع قيد التناول .

وهنا أود ان أشير الى حقيقة أننا  نعيش اليوم وقد نعيش الغد ولكن يستحيل ان نعيش الماضي لأنه لن يعود.

فليكن تفكيرنا استشرافيا للمستقبل… متسامحا مع الماضي…  متفاعلا مع الحاضر

فالتفكير الإيجابي يخلق الفرص للتفاهم والتناغم حتى مع أكثر الناس اختلافا معنا

والبحث عن القواسم المشتركة هو العامل الحاسم في نجاح اي تنسيق او عمل مشترك

والقناعات الخاصة تبقى هي التميز والخصوصية والمنهج الذي يحافظ على وجود التنوع الرائع والراقي فيصبح التكامل حينها لوحة غاية في الجمال .

إننا ينبغي ان ننظر الى الاختلاف بإيجابية حقيقية ولا يصيبنا اليأس من عدم نضوج التوافق اللازم  لان ثمة بعد تكاملي في ذلك الاختلاف ومن الحكمة الحفاظ عليه وتنميته ان كان يستطيع الوقوف على قدميه بثبات .

وللتذكير فان أحد إيجابيات الاختلاف هو انك اما ان تعزز وتقوي حجتك او تصوب فكرتك او تعرف انك قد جانبت الصواب ولهذا فأنه من الجميل ان نجد من يختلف معنا بحق ولكن الأجمل منه ان نعرف كيف ندير هذا الاختلاف بطريقة إيجابية نافعة للجميع.

أيها الأحبة أرجو ان تبتعدوا قدر الإمكان عن التناول الشخصي او الجهوي او الحزبي  لان ذلك قد يخلق نوع من التمترس المذموم عند نقاش الفكر المجرد واعلموا ان الاعتماد على وحدة الاختلاف مع الآخر لا تصنع نسيجا قويا قابلا للديمومة والصمود بل انه في حالة الاعتماد على وحدة الاختلاف مع الآخر فقط  فان الحفاظ على بقاء ذلك الآخر يصبح هدفا استراتيجيا لضمان بقاء تلك الوحدة .

 

مقالات أخرى

العميد أحمد قايد القُبّة

علي شايف الحريري

( الوحدة مع ايران)

م. جمال باهرمز

محطة التشاور الأخيرة في الرياض .. آن الأوان لوضع الأمور في نصابها

صالح شائف

مستقبل الأمة العربية ... بين جنون نتنياهو وتهريج ترامب

د . خالد القاسمي