د. محمد رجب
آيسكريم فقط سعر الكأسة 800 دولار يا بلاش

حصلت لي صدمة بالأمس ولم أتوقف عن التفكير حتى أثناء الصلاة عندما شاهدت فيديو يتحدث عن محل في دولة عربية شقيقة لبيع الآيسكريم وتباع الكأسة الواحدة بسعر 800 دولار اي ما يعادل 3000 درهم بالعملة المحلية وفي نفس الوقت يتحدث عن بعي الدونات ويصل سعر الدونة الواحدة 1700 درهم!! طبعا الدونة لمن لا يعرفها هي عبارة عن قطعة من الكيك ليس أكثر.

وأخذت بالاستمرار في سماع الفيديو لا أعرف من اي مادة مصنوع هذا الآيسكريم فقيل ان الكأسة أولا من الماس الأسود وبأخذها الزبون مع المعلقة للذكرى!! اما الآيسكريم فهو خالي من الكيماويات يابلاش!!

تذكرت تقرير قبل أيام عن الوضع الاقتصادي لأهلنا في غزة ووجدت ان ثمن كأسة من الآيسكريم تساوي دخل 16 فردا في الشهر الواحد لمئات الآلاف من سكانه ثم حاولت ان أعمل حسبة بسيطة تقديرية لمبيعات محل الآيسكريم ووضعت رقم متواضع مائة كأسة في اليوم فوجدت ان دخل المحل يصل الى 80000 دولار باليوم مبلغ بسيط ولا يساوي شيء مسكين صاحب المحل فقير ومسكين المواطن الذي لا يجد ثمن الآيسكريم.

بالله عليكم كيف سنقابل رب العالمين يوم يسأل عن المال كيف انفقناه؟

هل قليل ما يجري في عالمنا العربي؟ لماذا لا يكون هو عقاب من عند رب العالمين لنا في الأرض وهل يوجد أكثر من هذا تبذير بالأموال وفساد؟، من يأكل كأسة آيسكريم بهذا المبلغ تم لا يفكر للخطة كم من الجياع والمتسولين في الشوارع؟

انا اسأل لو وجد متسول في الشارع يطلب الله كم سيعطيه درهم، عشرة، عشرين هل اكثر من ذلك هذا اذا اعطاه؟ العقاب عقاب جماعي، وها نحن ندفع ثمن حفنة من البشر لا تحفظ النعمة، ولا تعرف فيه للدرهم الذي لا يحصله البعض الا بشق الانفس.

انا اعرف مغتربين عرب تأخذهم شركات لهذه الدول براتب يصل بالشهر الواحد 320 دولار فقط ويعملوا اعمال شاقة وهذا ما قاله لي احد الوكلاء اليس هذا الظلم في حد ذاته ثم يتحدثون عن الإرهاب ولا يعرفون أسبابه ويتحدثون عن الحرب ويتجاهلون أسبابها، ويتحدثون عن الأمن وهم من يرتكبون الخطيئة ويتحدثون عن الإسلام وهم منه براء، قولوا لي كيف أنسى التفكير في الآيسكريم وسأكون شاكرا لكم.

 

مقالات أخرى

العميد أحمد قايد القُبّة

علي شايف الحريري

( الوحدة مع ايران)

م. جمال باهرمز

محطة التشاور الأخيرة في الرياض .. آن الأوان لوضع الأمور في نصابها

صالح شائف

مستقبل الأمة العربية ... بين جنون نتنياهو وتهريج ترامب

د . خالد القاسمي