صبري عسكر
الوحدة ذكرى مؤلمة....وداعاً ثقافة الماضي الحزين !!

 انتهت في ذلك اليوم المشؤوم الذي كلما ذكرناها يعصرنا الألم ويسيطر علينا الأنين وعلى هامشها تتدفق الآهات والمآسي التي خلدتها هذه الذكرى الحزينة الدموية المؤلمة لشعب الجنوب ودمرت كيانه والتهمت تاريخه وقتلت أبناءه واغتالت كوادره العملاقة ووقفت حجر عثرة امام طموحات شعب الجنوب ومستقبل رجاله المخلصين ونهبت الأرض والثروة ومقدرات الوطن تحت مسمى "وحدة الشطرين " فلن تستثني شيئا في مؤامرتها الهزيلة.. بل حققت المراد عسكرياً في أجواء متاحة كان فيها الفرد الجنوبي يائسا ومغلوبا وحزيناً من ويلات الحرب والتعذيب والتشريد تلك الفترة التي عانى منها الأمرين.

** ذكرى مؤلمة !

يعتبرها شعب الجنوب كارثة مؤلمة في حياته ولحظة تاريخية تعيسة حولت مسار نهج الشعب الأبي وبعثرت تاريخ الوطن الحافل بالانجازات والبطولات بشكل متعمد وتعسفي من خلاله ادخلوا الجنوب في نفق مظلم ومأساوي كانت على نهايته تديره قلوب مريضة تحمل الحقد الدفين والكراهية للأرض والإنسان

 عاش الجنوبيون عقدين ونيّف من الزمن مريرين في فترة حكم عائلي وحدوي قمعي مدجج بالسلاح ينتهك الحقوق والحريات ويسفك الدماء لأجل ترسيخ " الوحدة " منتهية الصلاحية بالقوة و الهنجمة لأنهم يدركون تماماً بأنها انتهت في الجنوب وانتزعت من قلوب الشعب ولن يوجد لها صدى ومأثر كما يعتقد البعض من قيادتهم التي تلطخت أيديهم بدماء شهداء الجنوب

 البواسل وتضحياتهم الجسام بالطريقة السلمية حين كان شعبنا غير غادر على تصعيد الكفاح المسلح نظراً لشحة الإمكانيات المسلوبة من قبل المحتل والحصار المفترض عمداً وكذا وجود الترسانة العسكرية الإرهابية العفاشية التي لم نكن نعلم بها وماهي نوياهم القذرة والجبانة.

 تدمر هذا الصرح الإرهابي وانتهت الوحدة نهائيا "" كيف لا "" وشعب الجنوب رافضاً لها منذ وقوعها وأعلام الدولة الجديدة تعانق السحاب تحت شعار " وداعاً ثقافة الخوف والبلطجة " نحن الشعب الصابر و المصابر المقاوم اتضحت الرؤية وانقلب السحر على الساحر وفاض صبرنا خلقنا أحراراً ونعيش بكرامة وحياة إنسانية طيبة نلملم الجراح مما وقع فينا من أهوال ومأسي سابقة لن نريد تكرارها إطلاقاً.. بل سنطوي الشريط الدموي ونعمل بخندق واحد ضد من ارتكب المجازر وقتل الأطفال والنساء والشيوخ وانتهك كل غالي وحبيب فلن ينسى الماضي الحزين.

** هي غلطة العمر من قيادتنا الرشيدة انذاك بصفاء قلوبهم وضمائرهم الحية التي ترعرعت على الصدق والأمانة والنظام والقانون فكانوا على هذا العهد تواقين يبادلون الجوار والأشقاء بحسن نية لا يعرفون مدى تأثيرها وماذا تخبئ لهم الأيام من تلك المنعطفات السياسية بل يريدون إخراج البلد من المأزق والصراع الداخلي حفاظاً على الشعوب وعدم جرها إلى الاقتتال والكوارث وعرفوا أخيراً بأن " الوحدة اليمنية " كانت خطأً فادحاً تقاطرت من بعدها المشاكل والمحن والقمع والتذليل والسلب والنهب والفساد والتدمير وأصبحت الأجيال الجنوبية الصغير والكبير يعاني من عبثها وحقدها وأمنها وجيشها التي سطر مسرحيته الدموية في كل دار وفي كل منطقة وشارع وفعالية على مدى 20 عام.. الألم يلوح ودماء الأبرياء تفوح.. وأصوات الأمهات يبوح لن يتوقف على من قضى نحبهم.

*** ماتت وحدتكم وعدنا إلى حدود 90 المتعارف بها محلياً ودولياً وفشلت في لحظة من الزمن وموقعها في مستنقع قذر وغير أخلاقي .. بعد ما ظلت يدها متنفذة وطائلة على البسطاء والابرياء دهراً متعمداً متسلطاً على الإنسان الجنوبي وشموخه وحريته ومكانته بين الشعوب العربية،

 هلع وخوف وارتباك أصابكم ياقوى الويل والدبور وانكشفت حقيقتكم أيها المجوس أذناب إيران حين عرفتم مقدار شعب الجنوب ملغناً إياكم دروساً في ميادين المعركة عرفتم حسابها مؤخراً واضعاً قدميه فوق وحدة الكذب والنفاق وتستمر الثورة التحررية الجنوبية حتى النصر والاستقلال بإذن الله

مقالات أخرى

العميد أحمد قايد القُبّة

علي شايف الحريري

( الوحدة مع ايران)

م. جمال باهرمز

محطة التشاور الأخيرة في الرياض .. آن الأوان لوضع الأمور في نصابها

صالح شائف

مستقبل الأمة العربية ... بين جنون نتنياهو وتهريج ترامب

د . خالد القاسمي