فواز الحيدري
كراسي الموظفين والناس

مكانة الحكومة من الأمة بمثابة الرأس من الجسد فيه التفكير والتدبير والقيادة وليس فيه الاختيال  والشموخ والكبرياء والسيادة ولكن الحكومة في بلادنا تعتقد أن الرأس  معناه إن يوضع الإنسان فوق الجسم ليسمو على أعضائه ويعيش على بروتينات غذائه . فإذا ولجت لمعرفتها لا تجد في كثير من  تلك الشخصيات القابعة فوق الكراسي الدوارة الروح الوطنية التي تبعث الحياة العامة ولا الفكرة الاجتماعية التي تدير المنفعة المشتركة وإنما تجد بها مظاهر شتى للسلطان المتكبر والدكتاتورية المتعجرفة تعطل  معنى إصلاح البلد وتبطل حقيقة العدالة والمساوية ناهيك عن البطانة الجرارة من الشرطة والحرس والسكرتارية والحواجب والمراسلين الذين يمنعون المواطن عن المقابلة  او يكونوا حجر عثرة يسدوا أبواب  مصالح  المواطن الكادح  هذه الظاهرة القائمة على هذا الكم الهائل من الحرس والحشم والصحبة يجب إن تزول او تخفف لأنها تحيط الموظف بجو من العظمة المستعارة تزور له ذاته وتفسد علية حياته . ويا ويل ذي الحاجة (المواطن) اذا دخل على الموظف مكتبه وليس منتسبا إليه ولا معروفا لديه ولا موصى به . انه لا يجد إلا النظرة القاسية والكلمة الجارحة والإشارة المهينة والهيئة الوقحة التي تصرخ في وجهه ..

فإن كان لك أمر ما في مولاة  الوزارات او في دكاكين مكاتبها او في أكشاك مندوبيها فما عليك إلا أن تبحث عن سمسار او موصى او قريب او شفيع لأنك لن تتم معاملتك بسهولة وكما يقال في المثل الشعبي _اسأل مجرب ولا تسأل طبيب _

فعندما طلبت الإذن من فلان المسؤول في الوزارة العلّانية لاشك لديه خلل في ادارته وإهمال اتباعه فرفض بداية ثم عدت إليه اليوم الآخر فأهملني عند سكرتاريته ساعات ثم ولّى خارجا غير آبهٍ ولا معتذر فانصرفت خجلان من سوء المعاملة الجارحة ثم كررت العودة مجددا فطلبت الإذن مع بعض الطالبين وفيهم كما علمت أن النائب والصاحب والحبيب دخلوا جلهم وخرجوا ثم دخل قبلي من جاء بعدي حتى لم يبقَ في شرفة الانتظار سواي ، حينها قال السكرتير: إن المدير  قد أقفل باب المقابلات لهذا اليوم فثار في وجهي الدم واشتط الغضب وأخذ من كل سبب ، والسؤال الذي يطرح نفسه هنا : لمن نتوجه بالشكوى؟

 

مقالات أخرى

العميد أحمد قايد القُبّة

علي شايف الحريري

( الوحدة مع ايران)

م. جمال باهرمز

محطة التشاور الأخيرة في الرياض .. آن الأوان لوضع الأمور في نصابها

صالح شائف

مستقبل الأمة العربية ... بين جنون نتنياهو وتهريج ترامب

د . خالد القاسمي