اقبال
معاناتنا...قضيتنا ...تقتل بدم بارد

لقد استمعت إلى الكلمة المسجلة لبن فريد بمناسبة عيد الاستقلال في 30نوفمبر، لقد كانت كلمة قصيرة ولكنها تحتوي في جعبتها الكثير من الألغاز والحسرات... تحدث عن لقاءات رغم خلافات حادة أدت الى ضياع البلاد والعباد بأكملها ، وقد أسماها بن فريد (البرجماتية) .

ولكني أقول يا ابن فريد كما قال المثل (إذا تضاربت القرود فيما بينها انتبه على جربتك) هكذا هم يفكرون بعقلانية رغم انحطاط مستواهم في التعليم فهم يفكرون بعيد عن العواطف. ..ليس مهم من يجوع ،من يقتل ، من يشرد، من يتدمر، من يسجن، أهم شيء القضاء على القضية الجنوبية.

دعونا نعود إلى الوراء قليلا. ..

أتذكرون عندما خرجنا في 2007م كم مكث آباؤنا وإخواننا وهم يكابدون النضال وينالون أبشع العقوبات في سجون ومعتقلات الاحتلال اليمني ويقتَلون أثناء المظاهرات على الرصيف وأمام الملا وﻻ أحد من دول الجوار يحرك ساكنا، صبرنا و تحملنا حتى بدأت القضية الجنوبية تظهر ملامحها وتبرز معاناتها، حتى جاءت ما تسمى بثورة 11فبراير بتحالف علي محسن الأحمر. ..ماذا فعلت بقضيتنا ...لقد طغت عليها تماما بسبب الإعلام الكاذب والمزيف عبر قنواتهم والذي اعتبرتها نتاج ثورات الربيع.

وماكدنا نستعيد الأنفاس و نريد طرح قضيتنا من جديد في ساحة العروض لقد كنا على ذروة الهدف من خلال مئات الآلاف المتواجدين في ساحة العروض كاد العالم ان يصدق معاناتنا. .كنا نشاهد الاعتصامات على قناة فرانس 24 وبي بي سي و غيرها من القنوات المحايدة. ..حتى جاء الحوثي بتحالف علي عبدالله صالح و يلتهمون الجنوب بأكمله

 صحيح أنها كما قال بن فريد برجماتية ...يفعلون أي شيء كمن يقول عليَّ و على أعدائي.

ﻻتستغرب عندما تشاهد اللقاءات الواحدة تلو الأخرى وﻻ تندهش اذا رأيت علي عبدالله صالح يده بيد عبدربه. ..ﻻتفكر...سوف يلقون لذلك الوقت ألف ذريعة ذكية من هذا الكلام الفارغ. .. تنازلات من أجل استقرار البلاد أو مصالحها الوطنية أو غيرها. ..المهم سيحاولون جميعاً القضاء على ثورتنا التي كادت أن تصل إلى هدفها.

كم نحن عاطفيون ...ﻻ نستفيد أبداً من الماضي و نتركه درساً للحاضر ...هانحن اليوم نرفع أعلام السعودية و دول الخليج عالياً وفي بعض الأحيان دون علم الجنوب.

ألم يقولوا ﻻ تترك ابنك و تأخذ ابن غيرك؟

 اليوم نحن نفعل العكس. ..

بدلاً من ان نرفع علم الجنوب نرفع علم السعودية!

هل السعودية أفادتنا حقاً عندما كنا نقتل منذ 2007م حتى إلى ساحة العروض؟ !

لم تكن السعودية تتكرم علينا بنظرة أو حتى خبر على قنواتها لتنقل معاناتنا، قضيتنا ، آراءنا ؟ اليوم نصدق بأنها سوف تعطينا حقنا...هاها قليلا من التفكير السعودية ﻻتعطي الحرية أبنائها فكيف يخطر ببالك بأنها سوف تعطينا الحرية ليكون لنا جيشاً مثلما كان جيش جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ((الشعلة الحراقة في الجزيرة العربية))؟

حتى القيادات التي في الرياض لم تغير من وضعنا مع أن الفرصة كانت سانحة لهم.

رسالتي إلى أبناء الجنوب. ..الدعوة إلى التحرك العاجل ﻻننتظر الخير من القيادات العاجزة  في الرياض التي لم تفعل شيئا غير أنها تغير لون شعرها من الأبيض إلى الأسود.

انفضوا غبار الوهن و التخاذل وان لا ينظر كلٌ منا إلى آخر لكي يتقدم...فلنبدأ بأنفسنا ..وﻻ تجعل فرصة  لأحد ان يدهشنا ويخلط ويذر الرماد في أعيننا وان تفكيره وعقله أكبر من عقولنا ...وهو يبتسم لنا ونحن نغتر بتلك الابتسامة. ..

وأخيراً ((إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)) .

مقالات أخرى

العميد أحمد قايد القُبّة

علي شايف الحريري

( الوحدة مع ايران)

م. جمال باهرمز

محطة التشاور الأخيرة في الرياض .. آن الأوان لوضع الأمور في نصابها

صالح شائف

مستقبل الأمة العربية ... بين جنون نتنياهو وتهريج ترامب

د . خالد القاسمي