عبدالرقيب السنيدي
في الذكرى الثانية لمجزرة سناح الضالع المشؤومة

الزمان / 27 من ديسمبر ال2013 .

المكان / مديرية حجر سناح الضالع.

الواقعة/ ارتكاب مجزرة من قبل قوات الاحتلال اليمني استهدفت جموع المعزين في مخيم عزاء الشهيد فهمي .

المنفذ/ قوات اللواء 33 بقيادة المدعو ضبعان .

الضحايا/ 19 شهيدا وعشرات الجرحى .

لقد كانت الجريمة كبيرة والمشهد  ينصب له الفخ في لحظة تجمع عزاء  ينهي ذلك الجمع وتقرر تلك القوات بأنها نجحت في مشروعها الدموي عندما أقدمت قوات الاحتلال اليمني صبيحة الـ27 من ديسمبر من العام 2013م بإرتكاب أبشع جريمة بحق الانسانية وذلك عندما اقدمت القوات التابعة للواء33 المرابطة في مدينة الضالع بقيادة المدعو ضبعان بقصف جموع المعزين الذين توافدوا من مختلف المناطق لأداء واجب العزاء في مخيم الشهيد فهمي .

إنها الفاجعة التي أذهلت العالم بوقوعها عندما اقدمت تلك القوات بتوجيه فوهات نيرانها بدون رحمة وإطلاقها مستهدفةً جموع المعزين لتحصد تلك النيران الكثيفة 19شهيدا وعشرات الجرحى من الرجال والأطفال...لقد تناثرت أشلاء الضحايا واختلطت أجسادهم مع بعضها البعض في أبشع مشهد دموي تعرض لهم شعب الجنوب الأعزل في مخيم عزاء بنيران مدافع ودبابات الاحتلال اليمني.

كان يوم 27 من ديسمبر يوما دمويا عندما أعلنت تلك القوات الإجرامية أنها ماضية على ترسيخ الوحدة المشؤومة بجنازير الدبابات وأزيز المدافع وإخضاع أبناء الجنوب بقوه السلاح والقبول بتلك الوحدة بعد ان ماتت في مهدها اثناء اجتياح الجنوب في العام 1994م والتي ظلت تنازع سكرات الموات على مدى عقدين من الزمن أملا ان تفيق من سباتها بعد موتها الاول.

لكن تلك الجرائم والقتل والتهميش التي ارتكبت بحق شعب الجنوب وعلى مدى أكثر من عشرين عاما أثبت شعب الجنوب وبكل إصرار المضي والسير قدما على نهج التحرير والاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية التي تم احتلالها من قبل قوات الجمهورية العربية اليمنية بالقوة .

وما كان لكوكبة الشهداء الذين ضحوا بدمائهم لأرض الجنوب وسقوا به ترابها الطاهر وكذا مئات الجرائم والمجازر التي ارتكبت إلا دليل على غطرسة تلك القوات على فرض الوحدة بالقوة وتنفيذ سيناريوهات القتل والإبادة والانتهاكات بحق الانسانية وتدمير شعب بأكمله وماتبقى من مؤسسات دولة الجنوب.

كان التوقيت والمكان مناسبين في الاتقان من قبل هوامير الاحتلال اليمني لإصدار الأوامر السريعة والمباشرة من صنعاء الى أتباعهم بتنفيذ جريمة مروعة في ثاني أيام العيد ، لم تتوارَ تلك العصابات الاجرامية لحظة بل سارعت الى ارتكاب تلك الجريمة الأسوأ ...لم تراعِ قط القيم الأخلاقية والإسلامية التي حثنا عليها ديننا الحنيف... انها اللحظة الأليمة التي تجردت منها تلك العصابات الهمجية التي شملت الاطفال ..بل ظلت تخطط لذلك اليوم الاسود في لحظة انهيار حقيقي بعجزها الكامل على حصد الأخضر واليابس وإخضاع شعب الجنوب على الذل، فما وجدت نفسها إلا بارتكاب الجرائم والمجازر .

في الـ13من يناير عام 2013م وتزامن مع إقامة ذكرى التصالح والتسامح الجنوبي في مدينة الضالع شيع ابناء الجنوب في موكب جنائزي مليوني مهيب جثامين شهداء مجزرة سناح الذي انطلق من مستشفى النصر مشيا على الاقدام وصولا الى مقبرة الشهداء بسناح حيث تمت الصلاة على جثامينهم الطاهرة من قبل جموع المشيعين ليواري جثامينهم الثرى.

ان الوضع الذي نعيشه اليوم في الجنوب يختلف تماما عما كنا فيه نعيشه قبل عام واكثر من انتشار كبير لقوات الاحتلال اليمني وفرض سيادة على الارض على طول وعرض الجنوب وتواجد المعسكرات بداخل المدن ، اما اليوم الوضع تغير بشكل كبير عندما فرضت علينا مليشيات الحوثيين والمخلوع صالح الحرب والدفاع عن أرضنا وبفضل ابطال المقاومة الجنوبية استطعنا من تحرير محافظات الجنوب ملقنين قوات العدو شر هزيمة .

ان الواجب علينا اليوم اكثر من اي وقت مضى بالحفاظ على تلك الانتصارات والانجازات والإسراع لاعادة اللحمة الجنوبية وبناء الجيش الوطن والدفاع عن الارض الطاهر والسير قدما حتى تحقيق الهدف المنشود واستعادة دولة الجنوب على حدودها ما قبل العام1990م.

مقالات أخرى

العميد أحمد قايد القُبّة

علي شايف الحريري

( الوحدة مع ايران)

م. جمال باهرمز

محطة التشاور الأخيرة في الرياض .. آن الأوان لوضع الأمور في نصابها

صالح شائف

مستقبل الأمة العربية ... بين جنون نتنياهو وتهريج ترامب

د . خالد القاسمي