الموروث الثقافي و تأثيره على مشاركة المرأة في السياسة
الأمناء نت /المهندس/سحر خلدون عبدالله

في الحديث عن قضية مشاركة المرأة في مواقع صناعة القرار نجد الكثير من الجدل و المعارضة من المجتمع و الذي يرى أن عمل المرأة الرعاية و ليست القيادة بمعنى وضع  المرأة في إطار الرعاية و العمل داخل المنزل فقط ، و هذا يمثل ثقافة  المجتمع الذكوري القبيلي  في بلادنا،
 حيث تحول الثقافة الاجتماعية السائدة أو ما يعرف بالموروث الثقافي دون وصول المرأة إلى مواقع صنع القرار و ذلك لأن الموروث الثقافي غير محابي للمرأة و قضاياها و احتياجاتها و مجمل الأهداف التي تطمح إليها و يقصد بالموروث الثقافي بأنه تلك الأشكال و العناصر الثقافية و المادية و الفكرية و الاجتماعية السائدة في المجتمع و يمكن القول أيضاً أن الموروث الثقافي هو ما ينتقل الينا من العادات و التقاليد و الاعراف و العلوم من الأزمنة السابقة و يؤثر الموروث الثقافي على سلوك الفرد و مكانته في المجتمع و يختلف التأثير للموروث من مكان إلى آخر و من زمان الى اخر .
  و يعتبر الموروث الثقافي من أهم المعوقات التي تعمل على تهميش و إقصاء المرأة  العربية عموماً و بذلك يخالف المواطنة المتساوية و حقوق الإنسان  و عدم التمييز ضد المرأة .

 في كثير من الأوقات يربط البعض بين الموروث الثقافي و الشريعة الاسلامية و أن الموروثات الثقافية هي كلها مأخوذة من الدين الحنيف و هذا ليس صحيحاً و لأن المجتمع الذكوري بطبيعته يحاول إطفاء طابع ديني للعادات و الاعراف ليبرر تهميش المرأة بدريعة الدين و  من أمثلة  على أن الاعراف تخالف الدين أن الشرع حدد إرث المرأة نصف ما يرثه الرجل و لكن في العُرف بعض المناطق أن المرأة تحرم من حقها من (الأراضي الزراعية ) بحجة أن الثروة لا يجب أن تذهب للغريب و يقصد بذلك زوج المرأة و اولادها و هذا مثال يؤكد عدم التطابق و وجود الاختلاف بين الشريعة الاسلامية من جهة  وبين  الاعراف و العادات المجتمعية.
كما أن الموروثات الثقافية القادمة الينا من أزمنة سابقة أصحابها صاروا في ذمة الله منذ قرون لا تخلو الموروثات الثقافية من الأمثال الشعبية التي تظهر المرأة بمظهر الضعف و الدونية و تشجع على العنف ضدها و لقد اطفى بعض أفراد المجتمع القدسية على تلك الامثال الشعبية و  مما ساهم ذلك في زيادة الهوة بين الجنسين و التميز القائم على النوع و اضطهاد النساء في المجتمعات العربية .
و بالرغم من كل الندوات و المؤتمرات و الدراسات  لمناصرة قضايا المرأة و تمكينها إلا أن الواقع مختلف تماماً فمازال دورها مغيب و إزاء ذلك  يجب علينا تغيير النظرة المجتمعية للمرأة من خلال  دور الإعلام عموماً و الاحزاب و مؤسسات الدولة في وضع خطط لرفع من شأن المرأة و تحسين مكانتها الاجتماعية  و تغيير الصورة النمطية لها و تطبيق الاتفاقيات الدولية المعنية بمشاركة المرأة سياسياً مثل المؤتمر العالمي الرابع للمرأة في بكين 1995م الذي نص على ضرورة مشاركة المرأة في صنع القرار و تولي المناصب السياسية و ذلك من خلال  تطبيق نظام الكوتا النسائية .

متعلقات
مذكرات الشيخ فكري مهدي علي الدعجري آل فخر الدين العلوي عن مشيخة العلوي ومؤسسها الشيخ علي بن صالح فخر الدين العلوي (1619–1709م)
تقرير أمريكي يكشف عن انسحاب حاملة الطائرات "ترومان" من البحر الأحمر
مكتب الصناعة بعدن يكثف حملاته الرقابية على المخابز والمحلات التجارية
التفاصيل الكاملة لجريمة قتل الطفلة "أمة الرحمن" على يد زوج والدتها في محافظة إب
#وحام_الترند