- مياه السيول تحاصر وتطمر منازل بلحج وعدن وتصل لأول مرة البحر منذُ سيول الثمانينات
- افتقار مكتب الزراعة بلحج لمعدات الري الثقيلة سبب حدوث الكارثة
- مطالب بإنشاء سد مائي بمنطقة " الطنان " وفتح مجرى سيلة بلة الشرقي
- المناصرة منطقة منكوبة ولم تقدم للأسر المتضررة أي مساعدات طارئة
- البناء بمجاري السيول مسؤولية مشتركة بين المواطن وسلطات لحج وعدن
نشرت الأمناء في عددها الصادر في 27 فبراير 2024م في الصفحة " 7 " تقريراً صحفياً بعنوان (الأمناء تدق ناقوس الخطر . . البناء على منافذ مجاري السيول ينذر بكارثة مرتقبة في لحج)، ومنذُ أكثر من 18 شهراً منذُ النشر وفي صباح يوم السبت 23 أغسطس 2025م وقعت الكارثة المرتقبة فعلياً في لحج لتمتد إلى محافظة عدن في مشهد كارثي لم يشهده عامة الناس منذ عام 1982م، فقد تدفقت مياه السيول بغـزارة وقوة عبر وادي تبن الكبير وحاصرت واخترقت عدة منازل في منطقة الوهـط مروراً بجعولة ومدينة الشعب باتجاه مدينة الحسوة بعدن ، وشفت مياه السيول طريقها بقوة نحو البحر لترسم على باطن الأرض معلماً بارزاً لمجرى مياه السيول كرسالة ربانية يقع عليكم عدم طمر مجرى السيول أو البناء فيه، ومن جهة أخرى تدفقت مياه السيول في وادي تبن الصغير لتحدث أضراراً أخرى في الأراضي الزراعية ، والأعبار ، والقنوات ، وبعض منازل المواطنين من مناطق تبن الشرقية في المجحفة والثعلب ، وفي قرية دار المناصرة تهدم وتطمر منازل مع إحداث أضرار مادية كبيرة بممتلكات المواطنين داخل القرية، وإعلانها من قبل السلطة لحج منطقة منكوبة، وإذ يرى معظم الناس أن كل هذا حدث نتيجة التجاهل والتراخي من قبل السلطات المحلية ومكاتب فروع الوزارات عن القيام بمهام عملهم بتحمل الأمانة بجداره، مستنكرين أن يتحول عملهم بعد حرب 2015 على تدخل المنظمات والصناديق المانحة بمشاريع صغيرة ودورات وورش . . أما المزارعون لم يتم دعمهم بمشاريع تنموية زراعية كبرى لمجابهة مثل هكذا مخاطر عند تدفق مياه السيول، كما أن مياه السيول في مديرية طور الباحة قد أحدثت أضراراً مادية بالممتلكات الخاصة والعامة، حيث جرفت مياه السيول أراضي زراعية عديدة، وجرفت مياه السيول بلحج سيارات المواطنين مع الركاب الذين بداخلها نتيجة تهور بعض السائقين بقطع مياه السيول، وفي مدينة الحوطة تضررت عدة منازل نتيجة هطول الأمطار ، وتوجد منازل مهدمة وأخرى تعاني من التشققات التي تنذر بسقوطها حال هطول الأمطار، وتحول وضع المدينة إلى حالة مزرية بعد اختلاط مياه الأمطار بمخلفات القمامة، وحال إعداد التقرير أصدرت سلطة لحج المحلية تقريراً أوليا عن حجم الأضرار موجه إلى رئيس الحكومة.
تجاهل المسؤولين :
لقد كانت آخر أيام شهر صفر الهجري 1446هـ كارثية ، ولم تات فجاةً بل سبق ذلك تنبوءات الأرصاد الجوي، إلّا أن السلطات للأسف لم تهتم لذلك ، وكانها لا تشاهد أو تقرأ كل ما ينشر عن تغيرات الطقس، ولهذا لم تقم مبكراً بأي تجهيزات طارئة لمجابهة خطر السيول والأمطار ، بل ظلت صامتة حتى حدوث الكارثة، وهي الكارثة التي قد تكون رسالة من الله لما هو في علم الغيب مستقبلاً، فربما تكون الكارثة القادمة أكبر وأعظم مما قد حدث حالياً، في ظل سلطة محلية عاجزة عن تقديم أبسط الإسعافات الأولية الطارئة للأسر المتضررة في مثل هكذا حالات كما حدث في مناطق المناصرة المنكوبة بعد تهدم قناة المنتصر .
لطف الله بعباده :
مبكراً طرقت " الأمناء " ناقوس خطر تدفق مياه السيول قبل أكثر من عام، بينما كانت السلطات للأسف في غفلة بعيداً عن الاستشعار بحجم المسؤولية ، ولم تستيقظ إلّا على أصوات الاستغاثات والكتابات التي نشرت بمنصات التواصل وهي تحمل السلطات التقصير وحدوث الكارثة المفجعة، وفعـلاً لقد كان الله لطيفاً بعباده من تدفق مياه السيول نهاراً وليس ليلاً والناس في سبات عميق، فلو حدث ذلك ليلاً لربما كان حجم الكارثة أشد وأعظم مما هو حاصل الآن لولا لطف الله وعنايته ورحمته .
جسر العرائس :
وبالنظر إلى شمال الحوطة نتذكر قول الشاعر القمندان :
(ببني لكم في العرايس جنب شيلوب *وحيث كان السد با دار منصوب * ذنوب سيدي ذنوب يا ورد نيسان)، وإذ نجد من جسر العرائس بداية مؤشرات خطر حدوث الكارثة عند ارتفاع منسوب مياه السيول إلى فوق الجسر واهتزازه ، وحدوث التشققات فيه لأول مرة والتي أعلنت إنذارا مبكرا للسلطة على قوة تدفق السيول ، وأن الجسر الذي يربط مناطق تبن الشرقية مع الغربية سوف يسقط بأي لحظة ، وكذا بمديريات أخرى على اعتباره ركيزة اساسية ضمن طرقات لحج الهامة، ولا نعلم ما موقف السلطة من هذا الجسر الحيوي وقبل سقوطه فجاةً، كما ناشد العديد من مواطني لحج السلطات المحلية بسرعة إصلاح الطرقات الترابية المؤدية إلى مناطقهم التي تمر بعضها في بطن الوادي .
لا توجد معدات:
تشير مصادر محلية إلى أن مكتب الزراعة والري بلحج يفتقر إلى المعدات الثقيلة من جرارات وشيولات وبوكلينات وغلابات كي تستخدمها لأي طارئ مثل تدفق مياه السيول والأمطار، وأن المكتب خال من هذه الأصول الضرورية تماماً ، والتي يجب توفرها بقطاع الري، وأن المكتب لا يمتلك المبنى الرسمي في الحوطة ، ويباشر عمله في مبنى بصبر هو أحد أصول مباني الري .
ماذا بعد الكارثة ؟
يتساءل المواطنون في لحج وعدن ماذا بعد حدوث الكارثة؟ وما هي الحلول والمعالجات من قبل السلطات في لحج وعدن لمنع تكرار ما قد حدث من كارثة إنسانية وأضرار زراعية ومخاسير بشرية ومادية؟، وهل كارثة يوم السبت الأليم سوف تتكرر بأي عام قادم؟ أم أنها ستوجد معالجات فعلية وسليمة لتوفير السلامة والأمان والاطمئنان للأرض والإنسان والحيوان؟
مقترحات :
يرى خبراء زراعيون بلحج ضرورة اعتماد إنشاء مشروع سد لمياه السيول بمنطقة " الطنان " وبصورة عاجلة لمنع تدفق مياه السيول عشوائياً في وادي تبن الأعظم، كما يقترحون إعادة فتح مجرى السيول لسيلة بلة الشرقية التي تقع شرقي منطقة العند وأغلقها بطريقة نرجسية أحد سلاطين لحج، مع ضرورة استحداث جسر على بوابات بالوادي الأعظم غربي مجرى سيلة بلة ليكون متنفساً يتم من خلاله التحكم بتحويل المياه إلى سيلة بلة الشرقية حال تدفقها بقـوة في الوادي الأعظم، وهي حلول سليمة ، وإنما تحتاج إلى دراسة وتنفيذ عاجل مشترك من قبل السلطات المحلية في لحج وعدن من أجل التحكم في عملية تدفق مياه السيول بأريحية تامة من دون إحداث أي ا٦ضرار على الأراضي الزراعية والبنية التحتية في لحج وعدن، وحدوث الأمان والاطمئنان عند عامة الناس حال تدفق مياه السيول، كما يرى المزارعون أن تشكيل اللجان بعد الكارثة لا يجدي نفعاً ، إذ يفترض وجود معالجات جذرية صحيحة لهذه المخاطر المائية ، فهل تستطع سلطتا لحج وعدن على إحداث مشاريع تنموية عملاقة من أجل القضاء التام على مخاطر تدفق مياه السيول ، ومنع حدوث الكوارث المائية مستقبلاً ؟ .