في لحظة فارقة من تاريخ الجنوب، تتقاطع فيها التحديات مع الحاجة إلى القيادات الراسخة، لا بد من العودة إلى القيم التي تشكّلت عليها الحركة الوطنية: النضال، الثبات، والنزاهة.
المناضل الأستاذ علي هيثم الغريب ليس مرشحًا طارئًا، بل صوتٌ أصيل لهذا الوطن، ورقمٌ وازن في معادلة النضال الجنوبي منذ بدايات الطريق. حضر حين غاب الكثير، وثبت حين تراجع الآخرون، وكان – وما يزال – موقفًا، لا مجرد اسم عابر في قوائم السلطة.
إن المطالبة بتمكين الأستاذ علي هيثم الغريب في موقعه الذي يليق بتاريخه ودوره الوطني، ليست دعوة عاطفية أو مجاملة سياسية، بل استحقاق طبيعي لرجلٍ قدّم، وصنع، وثبّت حضوره في كل محطة وطنية بمسؤولية ووعي نادر.
في الوقت الذي تُطرح فيه الأسماء وفق حسابات ضيقة ومؤقتة، نقولها بوضوح: الجنوب يحتاج رجالًا لا يتحولون، بل يُؤسسون، يبنون، ويحمون المسار الوطني من الانحراف والاختراق.
الغريب ليس بحاجة لمنصب، بل المنصب هو من يحتاج لاسم بثقله، وبتاريخه، وبقراءته الواعية للمشهد الجنوبي.
وإن تغييب أمثال هذه القامات من مواقع القرار، هو إضعاف للمشروع الوطني برمته، وخسارة لا يتحملها شعبٌ قدّم الكثير، ويستحق أن تُحكمه العقول الكبيرة لا الولاءات المؤقتة.
إنصاف المناضلين هو الخطوة الأولى نحو استقرار مستقبلي متوازن.