في الوقت الذي تتزايد فيه حالات الإصابة بالحُمّيات الفيروسية في العاصمة عدن، تطفو على السطح أزمة بيئية لا تقل خطورة عن الفيروسات نفسها، وهي ظاهرة طفح مياه الصرف الصحي التي تعاني منها المدينة منذ سنوات.
فرغم النداءات المتكررة من المواطنين والناشطين، لا تزال شوارع وأحياء كثيرة من عدن تغرق في مياه المجاري، التي تحولت إلى مشهد يومي مألوف. هذا التلوث لم يعد مجرد مصدر إزعاج بصري وروائح كريهة، بل أصبح تهديداً مباشراً لصحة الآلاف، خاصة الأطفال وكبار السن.
يقول أحد سكان حي الشيخ عثمان:
"نعيش وسط برك من مياه المجاري منذ شهور، ومع ارتفاع درجات الحرارة وانتشار البعوض، صرنا نخاف على أنفسنا من الأمراض أكثر من أي وقت مضى."
أسباب متعددة.. ونتائج كارثية
يرى مختصون في الصحة والبيئة أن الأزمة تعود إلى تهالك البنية التحتية، وسوء إدارة أعمال الصيانة، إضافة إلى غياب التنسيق بين الجهات المعنية. وقد أدّت هذه العوامل مجتمعة إلى تفاقم المشكلة، وجعلت من عدن بيئة خصبة لانتشار الأمراض مثل حمى الضنك والملاريا، التي تنتقل بسهولة عبر البعوض المتكاثر في المياه الراكدة.
مناشدة لإنقاذ المدينة
وسط هذا الوضع المأساوي، يواصل المواطنون مناشدتهم للسلطات المحلية والمنظمات الإنسانية والصحية للتدخل العاجل. مطالبهم تبدأ بـ إصلاح شبكات الصرف الصحي، ولا تنتهي عند حملات التوعية وتحسين منظومة النظافة العامة.
فـعدن اليوم لا تحتاج إلى مسكنات مؤقتة، بل إلى حلول جذرية تُعيد للمدينة عافيتها، وتمنح سكانها حقهم الأساسي في العيش في بيئة نظيفة وآمنة.