لأنك لست مجرد صاحب منصب... بل رمز للهيبة، ووجه من وجوه عدن.
أنت لا تمثل رتبة، بل تمثل الجنوب بكامل شموخه، صوت الحق حين يسكت الجميع، وسند الرجال في أوقات العسر والشدائد.
في كل لحظة مفصلية، كنت في الصفوف الأولى، لا تتهرب، ولا تختبئ، ولا تؤخرك الحسابات.
وفي لحظة القرار... لا تتردد، فكلمتك تحسم، وموقفك يلزم.
ما عهدناك يوما إلا صامدا، شامخا، حاضرا بثقة، لا تهزك العواصف، ولا تغيرك الظروف، وجودك قوة، وصمتك حكمة، وحضورك طمأنينة.
أما في ظهورك الأخير،
فلم يكن إعلامي، بل رسالة واضحة لكل من يحاول أن يختبر صبر الدولة أو هيبتها.
بكلمات قليلة، لكن بنبرة واثقة، قدمت درسا في القيادة: الهدوء وقت التوتر، والحزم وقت التراخي، والثبات حين يختل التوازن.
نظراتك كانت تحمل من المعاني ما لا يسعه خطاب،
وقفتك وحدها كانت كافية لتعيد الانضباط، وتعيد رسم صورة الدولة الحاضرة، لا الغائبة، ولا المترددة.
تصريحك لم يكن للعامة فقط، بل كان بلاغا غير مكتوب لمن يفهم: أن القائد الحق لا يصنعه المنصب،
بل يصنعه الموقف، والالتزام، وثقة الناس.
كلما اشتدت اللحظة، كنا نراك، في الميدان، لا خلف المكاتب، في مقدمة الصفوف، لا على هامش الحدث، تتقدم لا لأجل الظهور، بل لأن الوطن يستدعيك، والمسؤولية لا تدار عن بعد.
أنت لست مجرد "جلال الربيعي"...
بل أحد أركان الجنوب التي لا تهتز، واسم إذا ذكر، اقترن بالثقة، والانضباط، والهيبة.