أثار مقال نشره الناطق الرسمي لمحور تعز، عبدالباسط البحر، موجة استغراب وانتقاد واسع في الأوساط القضائية والإعلامية ، على خلفية ما ورد فيه من اتهامات ضمنية للسلطة القضائية بتعز.
ونشر البحر مقالاً تحت عنوان "كيف تُهندس العقول في زمن العاطفة؟"، تعليقاً على أحداث الاعتداء المسلح على المجمع القضائي بمدينة تعز، والتي وقعت صباح الاثنين الماضي، وأكدت تفاصيلها بيانات رسمية صادرة عن نادي القضاة ونقابة المحامين اليمنيين.
ناطق المحور بدأه مقاله بالآية الكريمة: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا...} ، وهو ما اعتبره المتابعون إسقاطات وتلميحات تمسّ مصداقية السلطة القضائية، عبر إيراد آية قرآنية في غير محلها، قد تُفهم على أنها اتهام ضمني للقضاة بـ"الفسق".
ورأى قانونيون ومحامون أن استخدام الآية الكريمة في هذا السياق، ضمن قضية جنائية واضحة الأركان وشهودها، يُعد تشكيكًا مبطنًا بمصداقية القضاء وممثليه، الذين وثّقوا ما جرى وصرّحوا به استنادًا إلى حضورهم المباشر.
وأكدت مصادر إعلامية أن كافة الأخبار المتعلقة بالهجوم على المجمع القضائي استندت إلى مذكرات رسمية وبيانات من جهات قضائية موثوقة، بحضور عدد من القضاة والمحامين الذين وثقوا الحادثة لحظة وقوعها.
من جهتها، طالبت شخصيات قضائية بتوضيح رسمي من قيادة محور تعز والجهات العسكرية العليا، بشأن رواية ناطق المحور، التي تضمّنت تشكيكًا وتشويهًا لرواية موثقة أجمعت عليها الجهات القضائية والقانونية، واتهامات مبطنة تمسّ القضاء باتهامهم بالفسق.
وشددت على أن هيبة القضاء لا يمكن أن تكون عرضة للتأويل أو الاستهداف الإعلامي المبطّن ، خاصة من قبل الجهة التي يُفترض بها ان تكون سنداً وحامياً للقضاء ضد من يعرقله عمله او يمارس التحريض ضده ، لا أن تقوم هي بهذا الفعل.
وفي السياق ذاته، أشار ناشطون إلى أن الحديث عن "هندسة إعلامية" في هذه القضية يُعد تهرّبًا من المسؤولية وتلاعبًا بالرأي العام، مؤكدين أن ما جرى صادر عن مؤسسة قضائية وليس مجرد رواية إعلامية مختلقة.
وأكد ناشطون أن البحر، بصفته ناطقًا رسميًا يفترض انها مؤسسة عسكرية، بدلاً من أن يدين الجريمة ويطمئن الرأي العام، انشغل بإلقاء اللوم على الإعلام والجمهور، مستخدمًا خطابًا إنشائيًا مضللًا، يبرر الجريمة بدلًا من مواجهتها.