"المعركة المصيرية: توحيد الفكر والسلاح لاستعادة هوية اليمن في مواجهة المشروع الحوثي الكهنوتي"
كتب/ اللواء عبدالرحمن اللوم الوادعي

 

تُعد المواجهة مع المشروع الحوثي السلالي الكهنوتي في اليمن معركة وجودية تتجاوز حدود الصراع العسكري والسياسي التقليدي، فهي صراع على هوية الأمة وروحها ووجودها. ولا يمكن النظر إليها على أنها مجرد نزاع ميداني، بل هي تحدٍ فكري وعقائدي وأخلاقي يحتاج إلى استراتيجية متكاملة تجمع بين القوة العسكرية والجهاد الفكري والدعوي.

الانتصار في هذه المعركة لا يقتصر على بسط السيطرة على الأرض، بل يتطلب بناء مجتمع متماسك، قادر على مواجهة الفكر الكهنوتي السلالي العنصري الضيق، القائم على بدع ترفع من شأن النسب وتقدّم الولاء للسلالة الكهنوتية على الولاء للدين والوطن، وتزرع الشقاق وتغذي الانقسامات بين أبناء الوطن الواحد. ومن هنا، فإن جهادنا يجب أن يبدأ بتصحيح العقيدة وتنقية المفاهيم، ويستمر بتوحيد الصفوف، ورفع الوعي، وترسيخ قيم التوحيد والوسطية، بما يحفظ وحدة الشعب ويجمع جهوده في مواجهة هذا المشروع الهدام.

كما ان توحيد الجهود العلمية والدعوية ضمن إطار منهجي واضح هو مفتاح تحقيق نتائج فعالة ومستدامة. فالحفاظ على عقيدة الأمة ووحدتها يتطلب صبرا ومثابرة والتزاما صارما بالمنهج الشرعي، مع التوكل على الله، والثقة بوعده، كما في قوله تعالى:
{فَصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ} [الروم: 60]

وقد أكد الشيخ العلامة المحدث مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله على أن: "أعظم جهاد اليوم هو جهاد العلم والعقيدة، فبدونهما لا يصمد أي جهاد آخر."

وشدد الشيخ العلامة المحدث يحيى ابن علي الحجوري حفظه الله على أهمية تربية الأمة على العقيدة الصحيحة لكي تظل صامدة في مواجهة الطواغيت والبدع.

إن التنسيق بين القوة الفكرية والعسكرية يشكل الأساس الأمثل لاستكمال استعادة اليمن واسترجاع هويته الوطنية والإسلامية الأصيلة. فلا بد من بناء جيل واعٍ، متجذر في عقيدته، مدرك لمسؤولياته، متمسك بالكتاب والسنة، صامد أمام كل محاولات التفتيت والانحراف. وفي قلب هذه المواجهة، تظل المملكة العربية السعودية شريكا أصيلا في معركة الدفاع عن هوية اليمن، لا من موقع المساندة العابرة، بل من موقع المصير الواحد الذي تمليه روابط الدين والأخوة والجوار، وحماية أمن المنطقة العربية بأسرها.

ان المواجهة مع المشروع الحوثي هي معركة مصيرية على وجود الأمة وهويتها، وتستلزم منظومة متكاملة تجمع بين الجهد العسكري الواضح والفكر النقي، وبين الجهاد الميداني والتربية الدينية، وبين الدفاع عن الأرض والتمسك بالعقيدة الصحيحة. وهذا لا يتحقق إلا بالعمل المتواصل والمنهجي الذي يربط بين العلم والعمل بإذن الله تعالى، ويؤمن بأن مستقبل اليمن مرتبط بوعي أجياله، وحماية ثوابت دينه ووحدته الوطنية.

فلنجعل هذه المعركة التي يخوضها أبناء اليمن معركة بناء ونصرة، تعبر عن إرادة الأمة في الحفاظ على هويتها وعقيدتها، واستعادة مكانتها كمنارة للتوحيد والسنة، وقلعة منيعة ضد كل محاولات الانحراف والفتنة.

إن استعادة الوطن لاتتحقق بسواعد المقاتلين وحدها، بل أيضا بالعقول المستنيرة والقلوب الثابتة على الحق بإذن الله تعالى، التي تحمي العقيدة وتحافظ على اللحمة الوطنية. فلنعمل معا على رفع راية التوحيد، موحدة وقوية، تنير طريق الأمة وتصد عواصف الفتن، حتى يعود بلدنا منارة للتوحيد وقلعة للسنة.

متعلقات
محمد صلاح يحرج "يويفا" بعد مقتل "بيليه فلسطين"
تعرف على سعر الصرف وبيع العملات مساء السبت بالعاصمة عدن
تسرب مياه مشعة من قاعدة نووية بريطانية إلى البحر
نفي رسمي من مكتب التعليم الفني والتدريب المهني بأبين بخصوص ما تم تداوله حول نهب المعهد المهني بالكود
"المعركة المصيرية: توحيد الفكر والسلاح لاستعادة هوية اليمن في مواجهة المشروع الحوثي الكهنوتي"