دون تحريك ساكن.. تفشي الأوبئة يحصد أرواح اليمنيين أمام "أعين" الحوثيين
الأمناء نت / إرم نيوز

حصد تفشي الأوبئة في اليمن أرواح العشرات، وسط تحذيرات دولية من انتشار العدوى على نطاق واسع، وتعنت ميليشيا الحوثي في عدم السماح للمنظمات الإنسانية من القيام بالتدخلات المطلوبة وتوفير العلاجات.

 

وسُجلت يوم أمس الخميس، وفاة 5 حالات مشتبه بإصابتها بالكوليرا، في مخيمات متفرقة للنازحين بالمناطق الشمالية من محافظة الحديدة، الخاضعة لسيطرة ميليشيا الحوثي، وفق مصادر صحية.

 

وقالت المصادر، إن مديرية الزهرة، شمالي الحديدة، تشهد وضعا صحيا حرجا، يهدد حياة الأطفال وكبار السنّ بدرجة رئيسة، إثر انتشار واسع للإسهال المائي الحاد، في ظل نقص المياه النظيفة ورداءة البنية التحتية للصرف الصحي وعدم توفّر أدوات الفحص والمستلزمات الطبية اللازمة.

 

 

وحمّلت المصادر الصحية، ميليشيا الحوثي، مسؤولية تدهور الأوضاع، نتيجة منعها للمنظمات الإنسانية الدولية من القيام بالتدخلات المطلوبة وتوفير العلاجات، وعدم اكتراثها بحالة التدهور التي تضرب القطاع الصحي في المدن ومخيمات النزوح.

 

إصابات بالجملة

وقال وكيل وزارة الصحة العامة والسكان، لقطاع الرعاية الصحية الأولية، الدكتور علي أحمد الوليدي، إنه تم تسجيل 19139 حالة اشتباه بالكوليرا، في معظم المناطق الواقعة تحت سيطرة الحكومة الشرعية، في الفترة الواقعة بين الأول من شهر كانون الثاني/يناير الماضي ولغاية الـ4 من شهر أيلول/سبتمبر الجاري.

 

وبيّن في تصريح خاص لـ"إرم نيوز"، أن "عدد الحالات التي تأكدت إصابتها بالكوليرا وفق الفحص الزراعي، بلغت 750 حالة، فيما تأكد إصابة 5956 حالة أخرى بالفحص السريع، وسُجلت 7 حالات وفاة مؤكد إصابتها بالكوليرا"، في حين أن عدد الوفيات المشتبه إصابتها بالوباء خلال الفترة ذاتها، وصلت إلى 45 حالة.

 

وأعلنت السلطات الصحية بمحافظة تعز، عن وفاة 10 حالات مصابة بالإسهالات المائية الحادة والكوليرا، وارتفاع أعداد الحالات المشتبه إصابتها إلى 5695 حالة، منذ مطلع العام الجاري، في مناطق المحافظة.

 

 

وأشارت إلى وفاة 10 حالات أخرى بفيروس الحصبة، من إجمالي 1609 حالات مصابة خلال العام 2025، فضلا عن حالة وفاة واحدة مصابة بالحمّى، التي بلغت إحصاءاتها التراكمية خلال ذات الفترة، إلى 2508 حالات مصابة بحمّى الضنك وحمّى الانحناء وغرب النيل.

 

وتأتي مناطق تعز، في صدارة المحافظات الأكثر تسجيلا لعدد المصابين بالكوليرا والمشتبه إصابتهم بها، بمعدل يتجاوز 31%، تليها العاصمة المؤقتة عدن بقرابة 16%، ومن ثم محافظة أبين المجاورة، بمعدل يصل إلى 15%، وفقًا لتقارير حكومية حصل عليها "إرم نيوز".

 

وفيما يتعلق بضحايا حمّى الضنك، تشير إحصائيات "الترصد الوبائي" في وزارة الصحة، إلى وفاة 55 حالة، من إجمالي 10016 مصابا، منذ مطلع العام الجاري، سُجلت غالبيتها في محافظات: تعز وشبوة ومأرب، بالترتيب.

 

اتهامات للحوثيين

وفي ظل حالة التكتّم والتعتيم التي تفرضها ميليشيا الحوثي، تتفاقم خطورة الأوضاع في المناطق الواقعة تحت سيطرتها شمالي البلاد، الأكثر كثافة سكانية، وسط تسارع موجة التفشي للأوبئة والأمراض، ما ضاعف من أعداد الضحايا والمصابين في كل من محافظات: إب والحديدة وتعز وحجة وصعدة وأجزاء من صنعاء.

 

ويواجه الحوثيون اتهامات بالتسبب في انتشار الفاشيات الوبائية في مناطق سيطرتهم، جراء التقاعس عن لعب الدور الفاعل والاستجابة السريعة لتجهيز المرافق الصحية وكوادرها الطبية لاستقبال آلاف الحالات المرضية في المناطق التي تعدّ بؤر تفشي الأمراض، وإمدادها بالمستلزمات المطلوبة، إلى جانب ممارسات الميليشيا التعسفية التي أدت إلى تراجع دور المنظمات الدولية وتدخلاتها الصحية في مناطق نفوذها.

 

ومنذ العام 2019، بدأت ميليشيا الحوثي، حربها ضد اللقاحات الوقائية من الأمراض وحملات التطعيم، تحت ذريعة "تبعيتها للغرب"، الأمر الذي "يعرّض حياة الأطفال للخطر، بسبب انتشار الأمراض الوبائية"، وفق الأمم المتحدة.

 

غير منطقي

وقال مدير عام المركز الوطني للتثقيف والإعلام الصحي بوزارة الصحة، الدكتور عارف الحوشبي، إن رفض الحوثيين لعمليات التحصين ضد أمراض الطفولة المعدية "غير منطقي"، وأدى إلى عودة أمراض تخلص منها اليمن منذ عقود، مثل شلل الأطفال والحصبة، وتسبب في حدوث وفيات.

 

وذكر لـ"إرم نيوز"، أن عودة ظهور هذه الأمراض في المناطق الخاضعة لميليشيا الحوثي، أثّر على مناطق نفوذ الحكومة، نتيجة استمرار حركة التنقّل الداخلية للمواطنين، وانتقال العدوى، وهو ما يجعل الوزارة وشركاءها في المنظمات الدولية الصحية، حريصين على تنفيذ حملات تحصين الأطفال المختلفة في المحافظات المحررة من الحوثيين، ووصولها إلى مناطق التماس بين الجانبين، بشكل متواصل.

 

 

أهمية اللقاحات

وأشار الحوشبي إلى ارتفاع معدلات وعي المجتمع في مناطق الحكومة، بأهمية اللقاحات ودورها الإيجابي في تعزيز صحة وسلامة الأطفال، وانعكاس ذلك على مدى استجابة المواطنين لحملات التحصين الأخيرة.

 

وخلال الأسابيع الماضية، أعلنت منظمة الصحة العالمية، عن تفشٍ واسع للكوليرا في أنحاء اليمن، بلغت على إثره عدد الحالات المصابة إلى قرابة 60 ألفا و800 حالة، توفيت منها 164 حالة.

 

بدورها، حذّرت منظمة "أطباء بلا حدود" في اليمن، من استمرار الضغط المتزايد على النظام الصحي المنهار في البلاد، وتراجع الدعم الإنساني المستدام والكافي، في ظل ارتفاع حالات الإسهال المائي الحاد، وإسراع موسم الأمطار في نشر العدوى، وانتشار مرض الحصبة في مناطق سيطرة الحوثيين.

 

متعلقات
الأبعاد المحلية والإقليمية لاستهداف حكومة الحوثيين: تحوّل في مسار المواجهة
تقرير : من المسؤول عن حدوث الكارثة الإنسانية في لحج وإعلان مناطق فيها منكوبة ؟
دراسة تحليلية لتجربة حكومة بن بريك للإصلاح الاقتصادي في المناطق المحررة في اليمن
قواتنا المسلحة تتعرض لهجوم إرهابي في أبين وسقوط عدد من الجرحى
شرطة المعلا تضبط 3 متهمين بجريمة اختطاف